ليس كل سيف بذى جوهر
ولا كل لفظ يمطر الجوهر ولما بلغ المصطفى (عليه السلام) أن أهل العجم ملكوا عليهم امرأة، قال هذا اللفظ المبارك: «لن يفلح قوم أسندوا أمرهم إلى امرأة» 34، وكان الأمر كذلك، وأسرت بوران دخت فيروز خسرو، وربطته خلف الحصان، وقتلته فى وسط الميدان قتلة مهينة، وظهر جيش الإسلام فى عصرها وتوفيت، وكانت مدة ملكها ستة أشهر.
آزرمى دخت برويز:
وكان الملك من بعدها لأختها، ومهما كان لها من مقومات الكفاية والشهامة، ولكن الدولة ليست لها الجدارة فما الجدوى.
شعر
إذ لم يكن لى من العلم سوى الغم
وإن لم يكن الحظ مواتيا فما جدوى العلم
وقتلوها بالسم، وكانت مدة ملكها أربعة أشهر.
فرخ زاد:
يقول محمد بن جرير الطبرى: إن سبب موت آزرمى دخت لما أصبحت ملكة، كان هناك رجل يسمى فرخ زاد من أبناء برويز فجعلته وزيرا، وكان له ولد يسمى رستم- كان أمير خراسان-، فعشق فرخ زاد آزرمى دخت، وعرض نفسه عليها بالتصريح والتحريض، وأظهر لها ألم القلب فقالت آزرمى دخت: لا يليق بالملكة أن تتزوج فى العلن، ولكن إذا كنت تتوق إلى وصالنا، فينبغى أن تأتى تحت جنح الظلام لتنال بغيتك، ويقولون عن الليل: إنه يفتح الطريق للعشاق، فظن فرخ أنه حقق مقصده، ولما جذب الليل الداجى اللحاف الأسود على صدره، قدم فرخ زاد إلى باب الحرم، فأخبرت آزرمى فأمرت باقتلاع رأسه، وتركوه فى نفس المكان، ولما طلع النهار رآه الناس فعرفوا أنه أراد الملكة وقتل بهذا السبب ودفنوه، ولما علم ابنه الخبر جهز الجيش وقدم المدائن، وأمر بإسقاط آزرمى دخت عن العرش، وبعد الفضيحة اقتصوا منها لأبيه.
يزدجرد بن شهريار:
पृष्ठ 80