============================================================
ياحاطب الحوراء في خدرها شمر فتقوى الله من مهرها وكن مجدا لا تكن وانيا وجاهد النفس على صسبرها ثم شهق شهقة فارق بها الحياة الدنيا فقال رضى الله عنه إنك لطبيب الدنيا وطبيب الآخرة ثم آمر بتجهيزه ودفنه رحمة الله عليه.
الكاية التاسعة والاربعون عن ذى الثون رضى الله عنه قال مررت ببعض الأطباء وحوله جماعة من الرجال والنساء وهو يصف لكل واحد منهم ما يوافقه من الدواء فدنوت إليه وسلمت عليه فرد علي السلام فقلت يرحمك الله صف لي دواء الذنوب وكان حكيما حاذقا فأطرق ساعة ثم قال لى إن وصفت لك تفهم فقلت تعم إن شاء الله تعالى فقال خذ عروق الفقر مع ورق الصبر مع إهليلج التواضع مع بليلج الخضوع مع دهن بنفسج الهيبة مع خطمية المحية مع تمر هندى السكينة مع ورد الصدق فإذا جمعت الأوصاف فأجملها في قدر الأحكام وصب فوقها من ماء الأحكام وأوقد تحتها بنار الاشتياق والاحتراق وحركها بأصطام العظمة يزيد زبد الحكمة فإذا صفا بصفاء الفكرة فاجعله في جام الذكر وصفه بأوراق الرضا واجعل فيه محمود الإنابة وغض مقل الجد في العمل واشربه في حانوت الخلوة وتمضمض بماء الوفاء وغير فاك بسواك الخوف والجوع وشم تفاح القناعة وامسح شفتيك بمنديل الإعراض عما سوى الله تعالى فهذه شربة تحبط الذنوب وتقرب من علام الغيوب.
المكارة الخس 9ن حكى عن أحدهم أنه مرض وضعف واصفر لونه فقيل له الا ندعو لك طبيبا يداويك من هذا المرض فقال الطبيب أمرضنى ثم آنشد : كيف اشكو إلى طبيبي ما بي والذي بي أصابني من طبيبي (وقال) ذو النون المصرى رضى الله عنه إن لله عبادا نصبوا أشجسار الخطايا نصب أعينهم وسقوها بماء التوبة فأيمرت ندما وحزنا فجنوا من غير جنون وتبلدوا من غير وعي ولا بكم وإنهم لهم البلغاء الفصحاء العارفون بالله وبرسوله ثم شربوا بكأس الصفاء فورثوا الصبر على طول البلاء ثم تولهت قلوبهم في الملكوت وجالت فكرهم بين سرايا حجب الجبروت واستظلوا تحت أوراق الندم وقرءوا صحيفة الخطايا فأورثوا انفسهم الجزع حتى وصلوا إلى علو الزهد بسلم الورع فاستعذبوا مرارة الترك للدتيا واستلانوا خونة المضجع حتى ظفروا بحبل النجاة وعروة السلامة وسرحت
पृष्ठ 75