============================================================
أرواحهم في العلا حتى أتاخوا في رياض النعيم وخحاضوا في بحسر الحياة وردموا ختادق الجزع وعبروا جسور الهوى حتى نزلوا بفناء العلم واستقوا من غدير الحكمة وركبوا في سفينة العطية واقلعوا بريح النجاة في بحر السلامة حتى وصلوا إلى رياض الراحة ومعدن العز والكرامة (وقال) رضى الله عنه اللهم اجعلنى من الذين تاهت أرواحهم في الملكوت وكشف لهم حجاب الجيروت فخاضوا في بحر اليقين وتنزهوا في ظهر رياض المتقين وركبوا في سفينة التوكل وأقلعوا بشرع التوسل وساروا بريح المحبة في جداول قرب العزة وحطوا بشاطى الإخلاص فنبذوا الخطايا وحملوا الطاعات برحمتك يا أرحم الراحمين وأتشد بعضهم : ركب المحب إلى الحبيب سفينة ري من الخطرات في أمواج رسر السر سرا اقلست في لج بحر راخر هجاچ باهسا تچرى به متفردا علومه قي چنح ليل داج فالقلب مشكاة ونيه رجاجة قد علقت بسلاسل المتهاج وقد بالنور من زيتونه قى سراجا فاق كل سراج وقي شىء من هذه المعانى قلت لما جاءتهم عناية الفضل تركوا الفضول وسافروا الى منارل الوصول وركب السادات على خيل السعادات واستعانوا في سفرهم على سلوك الطريق بزاد التقوى المعجون بماء التوفيق وراضوا خيلهم في رياض الرياضة وضمروها والجموها بلجام منع الالتفات إلى غير مولاها ورجروها وضربوها بسوط الخوف وحركوها بإعمال أعمال الشوق وركضوها إلى غاية المنتى في ميدان السوق ونالوا بمواضى عزائم الهمم العوالى عزيز مكرمات مجد المعالى باجتلاء بعض عرائس الأنوار فى جنات سرر ومعارف الأسرار بعد ما جاهدوا في سلوك الطريق عساكر الهوى لما عرضوا للصد والتعويق وذيحوا نفوس الهوى بسيوف المخالقة وطعنوا فرسان الطبع برماح ترك العادات السالفة وطهروا بماء الدموع الطهور نجاسات الذنوب والعيوب وسائر الشرور حتى صحت لهم العبادة المفتقرة إلى الطهارة كالصلاة وداووا قلوبهم من أمراض علل حب الدنيا وسائر الحظوظ والجاه وأحرقسوا اشجار خبثها بنار حزن القلب الأواه وطيبوها بماء ورد الأوراد وأحيوا ميتها بذكر الله واعجباه كيف تعرف تلك المواهب والأحوال ولا نتداوى من الداء العضال الذى بيننا وبينها حال فتبرا مثلهم من الأسقام التى أمرضت منها القلوب ونصير على مرارة المراهم التى صبروا عليها حتى نشفى مثلهم وتزول عنا علل العيب لقد عجزتا وملنا إلى الهوى
पृष्ठ 76