============================================================
احبك حن حب الهوى وحبسا لأنك أهل لذاكا فاما الذي هو حب الهرى فشغلى بذكرك عمن سواى وأما الذي أنت أهل له فكشفك لى الحجب حتى أراكا فلا الحمد في ذا ولا ذاك لي ولكن لك الحمد فى ذا وذاكا الكاية السادسة والاربحون عن بحمد بن رافع رحمه الله قال اقبلت من بعض بلاد الشام فبينما أنا في بعض الطريق رأيت فتى عليه جبة من صوف وييده ركوة فقلت أين تريد قال لا أدرى فقلت من أين جئت فقال لا أدرى فظتنته موسوسا فقلت من خلقك فاصفر لونه حتى كانه صبغ بالزعفران ثم قال خلقتى من لا يعزب عنه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء فقلت يرحمك الله أنا من إخوانك وممن يأنس إلى أمثالك فلا تنقبض منى فقال إنى والله أود لو جاز لى ترك الجماعات حتى أنفرد في شاهق منيف صعب المرتقى أو في غار لعلى اجد قلبى ساعة يسلر عن الدنيا وأهلها فقلت وما جنت عليك الدنيا حتى اسستحقت منك هذا اليغض فقال جناياتها العمى عن جناياتها فقلت هل من دواء تعالج به من هذا العمى الذي حجب عنى ما يراد بي، فقال ما أراك تقدر على هذا العلاج فاستعمل من الدواء أيسره فقلت صف لى دواء لطيفا، قال فما داوك قلت حب الدنيا فتبسم وقال أى داء أعظم من هذا ولكن اشرب السموم الطرية والمكاره الصعبة قلت ثم ماذا قال ثم مر الصبر الذى لا جزع فيه والتعب الذى لا راحة فيه قلت ثم ماذا قال ثم الوحشة التى لا اتس فيها والفرقة التى لا اجتماع معها قلت ثم ماذا قال ثم السلوى عما تريد والصبر عما تحب فإن أردت فاستعمل هذا وإلا فتأخر واحذر الفتن فإنها كقطع الليل المظلم قلت له فدلنى على عمل يقربتى إلى الله عز وجل فقال يا أخى قد نظرت في جميع العبادات فلم أر ارفع أو قال أتفع من الفرار من الناس وترك مخالطتهم يا أخى رأيت القلب عشرة أجزاء فتسعة مع الناس وجزء مع الدنيا فمن قوى على الانفراد حاز تسعة اجزاء من القلب ثم غاب عنى فلم أره رضى الله عنه.
الحكاية السابعة والاربعون عن بعض الصالحين رضى الله عنهم قال مزرت بطبيب وبين يديه جمع من الناس وهو يصف لسهم ما يشربون فتقدمت إليه فجس يدى جسا لطيفا وقال لي:
पृष्ठ 73