============================================================
الحكاية التاسعة والثلالون عن ذى التون المصرى رضى الله عنه قال رأيت في جبل لبنان في كهف رجلا أبيض الرأس واللحية اشعث أغبر يفا نحيلا وهو يصلى فسلمت عليه بعد ما سلم من الصسلاة فرد على السلام وقام الى الصلاة فما رال راكما وساجدا حتى صلى العصر ثم استند الى حجر وجعل يسبح الله ولا يكلمنى فقلت له رحمك الله ادع الله عز وجل لى فقال : (آنسك الله بقربه) فقلت له زدني فقال يا بني من آنسه الله بقربه اعطاه أربع خصال عزا من غير عشيرة وعلما من غير طلب وغنى من غير مال وأنسا من غير جماعة ثم شهق شهقة فلم يفق إلا بعد ثلائة ايام ثم قام فتوضا وسألنى كم فاته من صلاة فأخبرته فقال : ان ذكر الحبيب هيج شوقى ثم حب الحبيب أذهل عقلى وقد استوحشت من ملاقاة المخلوقين وأنست برب العالمين انصرف عني بسلام فقلت له يرحمك الله وقفت عليك ثلائة أيام رجاء الزيادة وأريد موعظة منك وبكيت فقال: (أحبب مولاك ولا ترد بحبه بدلا فالمحبون لله هم تيجان العباد وعلم الزهاد وهم أصفياء الله وأحباؤه وعباده وأولياؤه) ثم صرخ صرخة وفارق الدنيا فما كان إلا هنيهة فإذا تحن بجماعة من العباد ينحدرون من الجبل فتولوه حتى واروه تحت التراب فسالت ما اسم هذا الشيخ فقالوا شييان المصاب رحمه الله ونفعنا به.
الكاية الاربعون عن فى النون ايضا رضى الله عنه قال بينما أتا جالس في بعض أودية بيت المقدس إذ سمعت صوتا يقول يا ذا الأيادى التي لا تحصى وياذا الجود والبقاء متع بصر قلبي في الجولان في جبروتك واجعل همتى متصلة بجود لطفك يالطيف وأعذني من مسالك المتجبرين بجلال بهائك يارموف واجعلنى لك في الحالين خادما وطالبا وكن لي يا منسور قلبي وغاية طلبي في القصد صاحبا قال فطلبت الصوت فإذا هي امرأة كأنها العود المحترق وعليها درع من الصوف وخمار من الشعر قد أضناها الجهد وأفتاها الكمد ودوبها الحب وقتلها الوجد فقلت السلام عليك فقالت وعليك السلام يا ذا النون فقلت لا إله إلا الله وكيف عرفت اسمي ولم تريني قالت كشف لى عن سره الحبيب فرفع عن قلبي حجاب العمى فعرفني اسمك فقلت ارجعى إلى مناجاتك فقالت أسالك يا ذا النور والبهاء أن تصرف عني شر ما أجد فقد استوحشت من الحياة ثم خرت ميتة فبقيت متحيرا متفكرا فأقبلت عجور كالولهانة فنظرت إليها ثم قالت الحمد لله الذي اكرمها
पृष्ठ 68