============================================================
الكاية الخامسة والثلاثون عن عطاء رضى الله عنه : قال دخلت سوقا من الأسواق فاذا بجارية ينادى عليها فاشتريتها بسبعة دتانير على آنها مجنونة وجئت بها إلى منزلى فلما كان الليل وقد مضى بعضه رأيتها قد توضات واستقبلت القيلة تصلى فسمعتها تختتق بالدموع وتقول إلهى بحبك لا إلا ما رحمتنى فتحققت جنونها وقلت يا جارية لا تقولى هكذا ولكن قولى بحبى لك فقالت إليك عنى يا بطال فوحق حقه لو لم يحبنى ما أنامك وأقامنى ثم سقطت على وجهها وجعلت تقول: الكرب مجتمع والقلب محترق والصبر مفترق والدمع مستبق كيف القرار على من لا قرار له ما جناه الهوى والشوق والسقلق رب ان كان شيء فيه لى فرج نامن على به ما دام بى رمق ثم نادت بأعلى صوتها إلهى كانت المعاملة بينى وبينك سرا والآن قد علم المخلوقون فاقبضنى إليك ثم شهقت شهقة فارقت الدنيا رحمة الله عليها.
العكاية السافسة والثلاثون عن الشبلى رضى الله عنه : قال رأيت مجنسونا فى بعض الطرقات والصبيان خلفه يرجمونه بالحجارة وقد ادموا وجهه وشجوا رأسه فزجرتهم عنه فقالوا يا شيخ دعنا نقتله فإنه كافر قلت ما بدا لكم من كفره قالوا يزعم آنه يرى ربه ويحادثه فقلت أمسكوا على قليلا ثم تقدمت اليه فوجدته يتحدث ويضحك ويقول فى آثناء ذلك هذا جميل منك تسلط على هؤلاء الصبيان يفعلون بى هكذا، فقلت له يا أخى هؤلاء الصبيان يقولون عنك شيئا قال يا شبلى ما يقولون، قلت يقولون إنك تزعم آنك ترى ربك وتحادثه فصاح صيحة عظيمة ثم قال يا شبلى وحق من تيمنى بحيه وهيمنى بين بعده وقربه لو احتجب عنى طرفة عين لتقطعت من الم البين ثم ولى عنى مسرعا وهو يقول : خيالك فى عيثى وذكرك فى فمى ومشسواك فى قلبى فأين تغيب قلت الصواب فى هذا البيت أن يقال : جمالك فى عينى وذكرك فى فس وحسبك فى قلبى فأين تفيب لأن بعض الفاظ البيت الذى قاله لا يجور فى صفات الخالق سبحاته وتعالى:
पृष्ठ 66