Rasail Al-Sheikh Al-Hamad fi Al-Aqeedah
رسائل الشيخ الحمد في العقيدة
शैलियों
٢_توحيد الألوهية متضمن لتوحيد الربوبية بمعنى أن توحيد الربوبية يدخل ضمنًا في توحيد الألوهية، فمن عَبَدَ الله وحده لا شريك له فلابد أن يكون معتقدًا أنه ربه وخالقه ورازقه؛ إذ لا يعبد إلا من بيده النفع والضر، وله الخلق والأمر.
٣_الربوبية عمل قلبي لا يتعدى القلب، ولذا سمي توحيد المعرفة والإثبات، أو التوحيد العلمي.
أما الألوهية فهو عمل قلبي وبدني، فلا يكفي فيه عمل القلب، بل يتعداه إلى السلوك والعمل قصدًا لله وحده لا شريك له.
٤_أن توحيد الربوبية لا يكفي وحده؛ ذلك لأن توحيد الربوبية مركوز في الفطر، فلو كان كافيًا لما احتاج الناس إلى بعثة الرسل، وإنزال الكتب، فلا يكفي أن يقر الإنسان بما يستحق الرب_تعالى_من الصفات، وأنه الرب الخالق وحده.
ولا يكون موحدًا إلا إذا شهد أن لا إله إلا الله، فيقر بأن الله هو المألوه المعبود وحده، ويعبده بمقتضى هذه المعرفة.
٥_توحيد الألوهية هو الذي جاءت به الرسل، وهو الذي حصل به النزاع بين الرسل ﵈ وبين أممهم، كما قال قوم هود لنبيهم هود ﵇ عندما قال لهم: [اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ] (الأعراف: ٥٩) [قَالُوا أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا] (الأعراف: ٧٠) .
وكما قال كفار قريش لما أُمِروا بإفراد الله بالعبادة: [أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ] (ص: ٥) .
أما توحيد الربوبية فإنهم لم ينكروه، بل إن إبليس لم ينكره [قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي] (الحجر: ٣٩) .
٦_أنهما إذا اجتمعا افترقا، وإذا فترقا اجتمعا، ومعنى ذلك أنهما إذا ذكرا جميعًا فلكل لفظ ما يراد به، كما في قوله_تعالى_: [قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (١) مَلِكِ النَّاسِ (٢) إِلَهِ النَّاسِ] (الناس: ١_٣) .
2 / 24