============================================================
القانون فائدة البلاغة جملة في الشرع، ولكل من اللغة والنحو فائدة أخرى خاصة، هي معرقة مدلول الألفاظ إفرادا وتركييا.
فاعلم أن البلاغة تدرك بأمرين: أحدهما الذوق، كما تدرك الملاحة في الوجه بذلك، وهذا للعرب أهل السليقة، ثم للسماسرة من علماء اللسان المرتاضين بهذا الشأن الثاني تعرف هذه العلوم المذكورة، فنقول البلاغة هي "مطابقة الكلام لمقتضى الحال، مع فصاحته" أما المطابقة الذكورة، فتعرف من فن المعاني كما تقدم، وأما الفصاحة، فهي عبارة عن كون الكلام مفرداته متناسبة الحروف.
وهذا يعرف يالذوق، ومانوسة الاستعمال، وهذا يعرف من فن اللغة، وموافقته القياس، في التصحيح والاعلال1، والابدال2 ونحو ذلك، وهذا يعرف من علم التصريف وتراكيبه متناسبة الكلمات، وهذا أيضا يعرف بالذوق، وجارية على القياس، وهذا يمرف من علم الإعراب، وسالمة من التعقيد، وهو إما في اللفظ وذلك بكثرة التقديم والتأخير، والفصل بين الأشياء المتوالية، ونحو ذلك، ويعرف من علم النحو. وإما في المعاني، بالانتقال الى اللوازم الخفية والبعيدة، وما لا يصح لزومه، وذلك في باب الكناية والمجان، وهذا يعرف من علم البيان.
فقد تبين3 الاحتياج إلى هذه العلوم، في تعريف البلاغة مع الذوق، وإنما أطلق على البلاغة في الغالب على المعاني والبيان فقط لأنه بهما تحصل بالفعل، وهي فائدتهما، بخلاف الفنون الأخرى، فلها فوائد اخرى، كما اشرنا إليه. والله الموفق.
1- هو تغيير حرف العلة للتخفيف.
3-هو أن يجعل حرفا موضع حرف آخر لدفع الثقل. التعريفات: 2.
ورد في ج: پين:
पृष्ठ 231