============================================================
القانسون رجلا كالأسد شجاعة، فهي الاستعارة التصريحية، ويقال التحقيقية، فإن كان اللفظ اسم چنس عينا كما مثلنا، او مصدرا فهي أصلية، وإن كان مشتقا، أو كانت في الحرف فهي تبعية، وإن كان لفظ المشبه مرادا به المشبه به، كقولك المنية أنشبت أظفارها بفلان، فهي الاستعارة بالكناية.
وفي تقريرها قولان: أحدهما أن المشبه كالمنية، أريد به المشبه به، وهو الأسد، ولكن لا حقيقة بل إدعاء، ثم يتخيل له شيء يشبه الأظفا فيشبه بها، وتضاف إلى المنية، لتكون قرينة، وهي من الاستعارة التصريحية1 السابقة، إلا أن معناها موهوم فير متحقق.
ثانيهما أن كلا من المثية والأظفار حقيقة، إلا أنه لما أضمر تشبيه المنية بالأسد في النفس، اضيف إليها ما هو من خواص الأسد، وهو الأظفار، فيكون قرينة، فيسمى التشبيه المذكور استعارة مكنية، واضافة الأظفار إستعارة تخييلية، وهما في هذا الراي فعلان من أفعال النفس، فالمكثية لابد لها من تخييلية على القولين، والجاري على التقسيم هو القول الأول.
الثالث الكناية: وهو لفظ اريد به لازم ما وضع له، مع جواز ارادته معه، والمطلوب بها إما ذات الشيء، على ما هو شأن التعاريف، كقولك رأيت حيا عريض الأظفار، مستوى 9 القامة، تريد إنسانا، واما صفة كقولك ( رايت رجلا كثير الرماد، ومهزول الفصيل، تريد مضيافا. واما نسبة الشيء إلى الشيء، كقولك المجد بين ثوبيه، أي فيه.
واعلم أن هذه العلوم الخمسة2، هي العلوم اللغوية، وبها قوام البلافة، المطلوب ادراكها في القرآن العظيم، ليعرف وجه إعجازه للخلق، بناء على أن إعجازه بنصاحته فيتقوى الإيمان والتصديق، وتعرف أسراره ودقائق معانيه، وكذا في كلام رسوله للل وهذه 1- ورد في ج: التحقيقية.
ك يعني: علم اللغة العربية، وعلم الإعراب، وعلم التصريف، وعلم المعاني، وعلم البيان.
पृष्ठ 230