============================================================
اثنا عشر جمدار يطلبوه ويستعجلوه للسلطان، فقام وهو يسح وجهه ويسمع حديثي وهو ماشي غايب عن عقله، ويقول: "اللهم، ريحني بالموت حتى 12 و استريح من هذا الذي أنا فيه - // ولم أبلغ من الحديث معه مقصود إلى أن قال لي : "يا ناصر الدين، والله ما أعرف إيش قلت لي خلي حديثك، لعل اجتمع بك في الطريق"، وبقيا كذلك إلى أن دخلوا مكة- شرفها الله تعالى -.
واتفق مع الشريف رميئة(1) أنه لا ينزل في داخل مكة فنزل بابار الزاهر(2)، وعرف [السلطان) الشريف رميثه امر المماليك، فعرفه أنه لم يكن عنده خبر وكان قد وجد من آمرهم في نفسه شيء كثير، والأمراء تسليه عن امرهم، وشهون عليه، ويعرفونه آن هؤلاء ما يصلوا إلى بلادهم، وأن العرب تأخذهم في الطرقات ويقولوا: "واذا وصلوا إيش هم، وايش مقدارهم عند السلطان؟"، وبقي إلى أن وقف على الجبل(2)، واستكمل مناسك الحج، ورحل طالب المدينة - على ساكنها افضل الصلاة والسلام - ويوم نزوله بها هبت تلك الليلة رياح عاصفة إلى أن أزعجت السلطان والأمراء، وقلعت الخيم، وأظلم الجو، واتفقت قضيتين كان امر الناس فيهم مختلف؛ والسبب لذلك أن بكتمر كان ينام مع السلطان، وأن السلطان لما وقع ازعاج الريح 12 ظ وقع الصوت (/ في الخيم وازعج الناس، واختبط الأمر وصار كل أحد يهجم على غير خيمته ولا يعرف، واجتمعت جماعة من الأمراء والمماليك حول الدهليز(4). وراى السلطان ذلك الأمر، فوحش في نفسه الهجوم عليه، ووقع 3 1346/742، وقيل سنة 1347/748.
المقريزي 3/2: 699؛ ابن حجر111:1 - 112؛ ابن العماد *: 149 - 150.
(2) ويقال: "يابار آل الزاهره، موضع في العرضية الشمالية بمنطقة إمارة مكة المكرمة الجار، يم 529:1.
(3) يقصد جبل عرفة.
(4) وهي الخيمة التي ترافق السلطان في الحرب 467-. .086 .27((
पृष्ठ 138