============================================================
أنهم لما ضربوا الكوسات(1) ركبوا على عاص(1)، فطلب صاحب خليص وعرفه الحال، فذكر أنه آخبره بعض أصحابه، رأى جماعة كبيرة وقد طلبوا الطريق الذي تسلك إلى العراق، وحمبوا أن السلطان قد سيرهم في مهم.
1ظ فحصل عند السلطان (/ وهم عظيم ووجس في تفسه أن العمل عليه من بكتمر، وإن جال حال إلى فساد أمره، وكان فيه من المكر والدهاء(2) ما لا قدر عليه ملك غيره، فأخذ يدبر آمره ويلاطف بكتمر حتى آنه ما يتمكن بكتمر آن يبصر زوجته ولا أهله إلا أن ركب فهو الى جانبه، وعند النرول جالس هو وإياه، وتصديق ذلك ان الأمير ناصر الدين بن جنكلي أخبرني أن والده(1) سيره إلى بكتمر الساقي في شغل يختص بوالده، واقام نحو العشرة ايام يتردد إلى مخيمه ما يجده في مجلسه، وأنه وجده يوم وقد خرج من عند السلطان فتلقاه في الطريق وسلم عليه، وشرع يريد يتحدث معه، وقال: "يا ناصر الدين، اصبر حتى اقضي شغل واسمع حديثك"، وأنه بمقدار ما دخل خيمه وقضى حاجته وخرج يريد يجلس إلا وجمدار(5) خلف جمدار يطلبوه للسلطان، وأحضروا له وضوء يتوضأ وما فرغ وضوءه إلا وقد تكمل (1) مفردها كوسة، وهي الصنوج المصنوعة من النحاس شبه الترس الصغير، ياق بسأحدها على الآخر بايفقاع ويتولى ذلك الكوسي.
القلقشندي139:4؛ ابن شاهين الظاهري: 113.
(1) واد بين مكة والمدينة.
الحميري: 405.
(3) اجمعت المصادر التي تحت ايدينا على إظهار هنه الناحية من شخصية الناصر محمد بن قلاوون () جنكلي بن البابا، الأمير الكبير بدر الدين توقي بالقاهرة في 17 ذي الحجة 10/746 نيسان الذمبي، ذيول: 253؛ الصفدي، الوافي 199:11 - 200؛ المقريزي 3/2: 698 - 199 ان حجر 539:1- 940.
(5) كلة فارسية مؤلفة من لفظتين: جاما ودار، معناهما ميك الثوب، اي ان الجمدار هو الذي يتصدى لالباس السلطان أو الأمير ثيابه ويحمل خلقه البقجة في الموكب.
ابن شداد، تاريخ: 243؛ القلقشتدى *:459.
13
पृष्ठ 137