../kraken_local/image-102.txt
التقلب، فيقضيان أربهما ثم يخرجان، إما على أنهما يرجعان فيكريان وإما على أنها لم تصلح لهما.
قال مؤلف الكتاب: ووقد شاهدت نازلة اتفقت في هذا الأمر بمدينة تونس من بلاد أفريقية وذلك أنه كان بها شيخ كبير السن، محتشم، ذو مال واسع وعقار وغيرها اجبا في خلقه وسيرته. وكان مقبوض اليد مغفلا أبلة، ينتمي إلى دين ووأمانة، وكان عدلا شاهد أ مقبولا عند القاضي، وجيها عند السلطان. وكان اعاطى العربية ويستعمل الاعراب في كلامه، إلا أنه خلومن الأدب، بعيد امن الفهم والفطنة، وله أخبار عجيبة وحكايات غريبة، نورد منها طرفأ يدل اعلى حاله وخلقه لنجعل ذلك توطئة للحكايات المقصود إيرادها في هذا الباب كانت له دار وعلى بابها مسطبة مرتفعة، وقبالها دكان ملك له في فامي(7). واكثر الأماكن التي تقرب من ذلك الموضع فهو ملكه، دورأ وحوانيت، وكان أكثر طعامه الخاص به بيضا ، مما يدخل على الفامي وويأخذ منه عدة معلومة كل يوم. تصنع لغذائه. وكانت له جارية طباخة امراء مليحة خفيفة الروح مطبوعة تسصى: سعيدة، تتولى أخذ البيض امن الفامي، فيركب بغلته صبيحة كل يوم ويبكر الى المجلس الذي للقاضي يعود وقت الغداء فينزل على باب داره، وكان أكثر جلوسه في الدهلين لفيحب عند نزوله ان يعلم هل تيسر طعامه فيدخل اليه، ام لم يتيس فيجلس في الدهلين الفاذا نزل وقف على تلك المسطبة العالية على قارعة الطريق ويستقبل اكان الفامي ثم يناديه باسعه، فإذا لباه قال له بأعلى صوته: (وصل البيض؟) ، فيهاود(8) عليه الفامي ويقول : (يا مولانا، ما كنت في الدكان
पृष्ठ 110