../kraken_local/image-103.txt
والغلام غائب الآن، إسأل سعيدة) ، فيلتفت نحو الدار وهوقائم على الباب اثم ينادي سعيدة، فاذا أجابته قال لها بأعلى صوته: (وصل البيض2).
لفتارة تقول: (وصل)، فيقول: (حسن)، فيدخل يتغدى، وتارة تقول له: (ما وصل)، فيلتفت إلى الفامي ويقول له: (يا مدبر، قالت سعيدة ما وصل البيض، أوصله لها) ، فيقول له : (نعم السمع والطاعة علي يا مولانا) وا ووالخلائق جائزون. فواحد يضحك، وامرأة إذا سمعت هذا الكلام تقف وأخرى تفر، وصسيان يتضاحكون ويقول بعضهم لبعض: "وصل البيض".
ووهذا دأبه كل يوم ولا يجسر أحد أن يقول له في هذا حرفا لاتقباض المن الناس وانجماعه عنهم وقلة مخاطبته لهم من صغره إلى كبره، ومن هنا أوتي على عقله، فإنه قلما يخرج ويتحدث ويرتاض من لم يخالط الناس ويشاهد مجاري أحوالهم.
اوله مع هذه سعيدة ومع ولد له أيضا من جنسه، سواء في خلقه وخلقه وانقباضه عن الناس، حكايات عجيبة ومذهبات غريبة، لم يصدنا عن إيرادها إلا خوف الخروج عن غرض الكتاب، وان كانت من اعجب العجاب(9) . ولا بد من ايراد طرف منها من الملح المذهبات والطرف المفربات.
ولقد كان بهذه المدينة مطرب جيد الحنعة حسن الحوت، وكان اضر مجالس الملوك والرؤساء برسمم الغناء. فإذا صعت ليستريح من الغناء شرع في أخبارهذا الشيخ يشغل بها المجلس، وكان مليا بها مطبوعا في حكاياتها، فيضحك الجلمود ويفضل سماعها عن سماع الناي والعود اويستكفي من الغناء ويطلب بحكاياتها حتى ينقضي أكثر المجلس في ذلك وولرجع إلى الحكاية المقصود إيرادها في هذا الباب: لغني أن هذا الشيخ مرض من سقطة أصابته وقد عاده جميع رؤساء المدينة ورجال السلطان، وكان بيني وبينه معرفة نذكر أن سببها حق
पृष्ठ 111