الخبر قد دخلت عليه اللام . فلا يقال: إن زيدا لطعامك لأكل . . وقد أجاز اذلك المبرد. ومنها أن لا يكون الخبر فعلا ماضيا، فلا يجوز: إن زيدا لبك ووق، وأجاز ذلك الأخفش . وهذا الذي ذكرناه من حكم اللام هو مما تنفرد به اإن" وهي لام الابتداء، وإنما أخرت لئلا يدخل حرف تأكيد على حرف تأكيد.
ووإذا غيرت صورة "إن" بإبدال همزتها هاء دخلت عليها في قول بعضهم. قال الشاعر: ألا يا سنا برقي على قلل الحمى لهنك من بوق علي كريم(1) وزعم الكوفيون أنها تدخل في خبر "لكن" أيضا، وهذا عندنا شاذ نحو ادخولها على خبر "أن" وخبر "كان وأمسى".
قوله: (وعلى الفصل)، نحو قوله تعالى: إن هذا هو القصص الحق)(2).
اقوله: (وتجب نون الوقاية في "ليتني") ، الأصل في نون الوقاية أن الا تلحق إلا الفعل وذلك أن الياء تطلب كسر ما قبلها، فلم يكسر آخر الفعل ، الان الكسر في ألقاب البناء نظير الجر في ألقاب الإعراب، فكما أن الجر لا يدخل الفعل، فكذلك نظيره، ولذلك كان إثبات نون الوقاية في مثل قول الشاعر: وما أدري وظني كل ظن أمسلمني إلي قومي شراح(3) اشاذا، ولم يلحق من الأسماء إلا "قد وقط، ولدن" ولا من الحروف الا امن وعن في الأكثر"(4) وتجب في "ليت" ولا تحذف إلا ضرورة كما قال: (1) ينسب لمحمد بن مسلمة. انظر: مجالس تعلب 113/1، والخصائص 315/1 وأمالي القالي 220/1، والمقرب لابن عصفور 107/1، والمغني 231/1، واللسان 279/1، وابن يعيش 63/8، والخزانة 339/4.
(2) من سورة ال عمران: 62.
(3) البيت ليزيد بن مخرم الحارثي ، انظر معاني القرآن للفراء 389/2، والمحتسب لابن اجني 220/2، والمقرب لابن عصفور 125/1، والضرائر لابن عصفور 27 ، والمغنى 345/1، والبحر المحيط 361/7، وشواهد العيني 385/1.
(4) في النسختين بعد كلمة الأكثر جملة مقطوعة "وهذه الحروف" ولا معنى ها.
अज्ञात पृष्ठ