58

निदा हकीकत

نداء الحقيقة: مع ثلاثة نصوص عن الحقيقة لهيدجر

शैलियों

التصور التقليدي للحقيقة والأسس الأنطولوجية التي يقوم عليها. (2)

الظاهرة الأصلية للحقيقة والأصل في التصور التقليدي الذي وصلنا عنها. (3)

نوع وجود الحقيقة والشروط التي تعتمد عليها.

إذا كانت طريقة السؤال هي أهم ما يميز الفيلسوف ويوجه فكره، فإن هيدجر يتجه بسؤاله عن الحقيقة وجهة جديدة، إنه يبدأ من التصور السائد المألوف عن الحقيقة، وهو تصور راسخ في أذهاننا منذ أرسطو وابن سينا وتوماس الأكويني؛ لكي يرجع إلى الظاهرة الأصلية التي حجبها هذا التصور، ولقد استقر الرأي في هذا التصور على أن العبارة - الحكم أو القضية - هو محل الحقيقة وموضوعها، وأن ماهية الحقيقة تقوم على تطابق الحكم مع الموضوع، وهو رأي يستند إلى أرسطو الذي ينسب إليه تحديد هذا الوضع وإطلاق هذه الصيغة، فهل قال أرسطو ذلك صراحة؟

الحق أن الأصل في هذا الرأي يرجع إلى عبارة أرسطو التي يقول فيها إن تجارب النفس أو تصوراتها معادلة (أو مكافئة) للأشياء،

116

ومن الواضح أنه لم يقصد من قوله هذا أن يقدم تعريفا للحقيقة، ولكن هذا القول تحول على يدي توماس الأكويني إلى التعريف التقليدي للحقيقة بأنها تكافؤ أو تطابق بين العقل والشيء، وهو التعريف الذي تمسكت به الفلسفة إلى ما بعد كانط (وقد أشار الأكويني نفسه إلى أنه أخذ هذا التعريف عن ابن سينا الذي يقال إنه أخذه بدوره عن كتاب التعريفات لإسحاق الإسرائيلي من القرن العاشر)،

117

مهما يكن من أمر هذا التعريف المشهور، فإن هيدجر يسأل: ما هو المعنى المقصود بالتطابق (التكافؤ أو التوافق)؟

118

अज्ञात पृष्ठ