नेपोलियन बोनापार्ट इन मिस्र
نابوليون بونابارت في مصر
शैलियों
بونابرت
والظاهر أن هذا الخطاب لم يصل إلى يد بكير باشا أو أن وصل إليه ولم يجب عليه.
بعد هذه المنشورات التي وزعها، والكتب التي بعث بها إلى الباشا الوالي وقومندان السفينة التركي، شرع نابوليون - كما سيراه القارئ مفصلا بعد - في تفهم النفسية المصرية، فأخذ يكثر من الاجتماع بالشيخ المسيري، ومحمد كريم، ويدعو العربان إلى المآدب، ويشتري منهم الخيول، ويعد العدة للسير بالحملة إلى القاهرة، وامتلاك ما في القطر المصري من قرى وبنادر ... فلنسر معه حتى نرى!
هوامش
الفصل الرابع
استعداد الحملة للسير في فتح مصر
كانت إقامة نابوليون في الإسكندرية سبعة أيام فقط، وما كان ليقيم فيها هذه المدة على قصرها، لما جعله أساسا لنجاحه من قيمة الزمن، لولا حاجته إلى أمور كثيرة: منها تدبير مسألة الأسطول، وإنزال ما فيه من المدافع الثقيلة، وآلات الحرب العديدة، ومنها حاجته إلى الخيول للخيالة؛ لأنه لم يحضر معه كما ورد في الجدول السابق نشره، سوي 680 جوادا، مع أن معه أربعة آلاف جندي من الخيالة، ولم ينس أن يحضر معه السروج، والأعنة والأدوات اللازمة لكل جواد.
ولم يكن في الإسكندرية ما يكفي لهذا القدر من الخيول، فالتزم أن يستعين بالسيد محمد كريم على شراء الخيول اللازمة من عرب البحيرة، وكان من اللازم له عدا شراء الخيول منهم، أن يتودد إليهم لكيلا يعاكسوه، ويقطعوا خطوط مواصلاته في سيره، ولما كان للسيد محمد كريم بصفته أكبر حاكم في الإسكندرية، من النفوذ على الأعراب ولحاجتهم دائما إلى النقود، لبوا الأمر سراعا فاجتمع منهم في يوم 4 يوليو ثلاثون شيخا من شيوخ قبائل الهنادي، وأولاد علي، وبني يونس، في ساحة المعسكر الفرنسي فأحسن نابوليون مقابلتهم وتودد إليهم، وكتبوا معه عقدا تعهدوا فيه بأن يجعلوا الطريق من الإسكندرية إلى دمنهور آمنا، وأن يوردوا ثلاثمائة رأس من الخيل، في مقابل مائتين وأربعين جنيها
1
ذهبا، وخمسمائة هجين في مقابل مائة وعشرين جنيها وأن يقدموا ألف جمل مع قادتها لحمل الأثقال، وأن يطلقوا سراح الأسرى الفرنسيين الذين قبضوا عليهم في مناوشاتهم قرب الإسكندرية، وقبضوا مقدما مبلغ ألف بنتو ذهبا فسر نابوليون بهذه النتيجة سرورا كبيرا وشرب وأكل مع أولئك الأعراب وقد حضروا في اليوم الثاني وقدموا ثمانين حصانا، ونحو مائة جمل، ووعدوا بالباقي في الأيام التالية، وجاءوا باثني عشر جندي فرنسي كانوا لديهم أسرى.
अज्ञात पृष्ठ