नेपोलियन बोनापार्ट इन मिस्र
نابوليون بونابارت في مصر
शैलियों
وفوض إليهم النظر فيما تحتاجه المدينة وأمهم أن يجتمعوا كل يوم مرة لتقدم لهم الشكاوى ويتقاضى الناس أمامهم، وتوالى صدور أوامر نابوليون بتلك السرعة المدهشة، والذكاء الباهر فكان من أوامره:
9
أمر بتشكيل قومسيون لتحديد قيمة النقود المختلفة.
أمر بإبدال سبائك الذهب والفضة التي مع الحملة وصكها نقودا من نقود البلاد.
أمر بجمع الضرائب التي كانت مفروضة من قبل وجباية مبلغ قدره مائة وخمسون ألف فرنك «ستة آلاف جنيه» كغرامة حربية.
أمر بإنشاء كورنتينة.
أمر بإنشاء مطابع مختلفة للغات الفرنسية والعربية والتركية واليونانية.
لا شك أن نابوليون قد أثبت بهذه النظامات والأوامر، شديد رغبته في إرضاء المصريين والتقرب إليهم بكل الوسائل، ولكن ضريبة مبلغ مائة وخمسون ألف فرنك على مدينة الإسكندرية، في حالها التي كانت عليها، تعد من باهظ المغارم التي تنوء تحت حملها البلاد وقت فتحها، وقد يقال: وما هو مبلغ ستة آلاف جنيه على ثغر كالثغر الإسكندري، يتبرع أهله للصليب الأحمر في زمن الحرب الكبرى «عن طيب خاطر كما يقولون!!» بمبلغ اثني عشر ألف جنيه؟؟ ولكن يجب أن تقارن بين ثروة الإسكندرية وتعداد سكانها في ذلك الحين، وثروتها وتعداد أهلها في الوقت الحاضر، فقد كان سكان الإسكندرية ثمانية آلاف فقط على رواية الفرنسيين أنفسهم، فمعنى ضريبة ستة آلاف جنيه في ذلك الزمن هي كضريبة سبعمائة وخمسون ألف جنيه على مدينة الإسكندرية في الوقت الحاضر، هذا إذا كانت المقارنة بنسبة السكان فقط فكيف بالمقارنة مع الثروة؟؟
صورة من الطبيعة: «نابوليون قبل الهجوم على الإسكندرية من كتاب مذكرات الكابتن تورمان الذي كان في فرقة المهندسين العسكرية مع الحملة».
ولم يخسر الفرنسيون في فتح الإسكندرية أكثر من نحو أربعين قتيلا مع ثمانين إلى مائة من الجرحى، ولكي يبعث نابوليون الحماسة في قلب الجيش أمر أن يدفن جميع الذين قتلوا في الاستيلاء على الإسكندرية بجانب عمود السواري، وأن تحفر أسماؤهم عليه! وذكر المؤرخون أنه قتل من عساكر الإنكشارية والأهالي نحو مائة نسمة.
अज्ञात पृष्ठ