ثم ملك من بعده السيد سلطان بن أحمد فصرف همته إلى توسيع نطاق المملكة ، فاستولى على البحرين سنة 1215 ه ( سنة 1800 م ) وبنى بها القلعة المعروفة اليوم بقلعة عراد ، واستولى على ثغور مكران من بلاد بلوخستان ، واسترجع من إيران دبي والشارقة إلى حدود قطر ، وانتزع أيضا منهم جزيرة القسم ولارك وبندر عباس وميناو . ومات قتيلا ، قتله بعض اللصوص في البحر قريبا من رءوس الجبال سنة 1219 ه .
ثم ملك بعده ولده السيد سعيد بن سلطان سنة 1221 ه ( سنة 1806 م ) فاتخذ مسقط عاصمة وانتقل إليها من داخل عمان وجعلها مركزا تجاريا مهما بعد ما كانت ميناء حربيا ، وصرف همته إلى توسيع المملكة فاحتل أفريقيا الشرقية كلها وزنجبار من أيدي ولاة آل يعرب المستقلين بها إبان الفتنة المتقدم ذكرها آنفا ، وذلك بعد حروب طاحنة أهمها معركة سيوى التي قتل بها من العمانيين ثلاثة آلاف . ثم شغب أهل البحرين عليه واعتصموا بآل سعود حكام نجد وأخرجوا العمانيين منها، فواقعهم السلطان سعيد ، وأخيرا اتفقوا معه على أن يدفعوا له سنويا خمسين ألف ريال فضة اتاوة . وفي زمانه استرجع الإيرانيون بعض البلاد من العرب وهي ميناو وبندر عباس والقسم . ثم سافر السلطان إلى زنجبار ومات بالبحر قبل وصوله ودفن بزنجبار وذلك سنة 1273 ه ( سنة 1856 م ) .
وسبب موته على ما ذكره القس مؤلف رحلة السلطان برغش إلى أوروبا ، هو أنه لما أعلنت دولة إيران الحرب عليه بقصد استرجاع بلادها منه منعته دولة بريطانيا عن إرسال جيش لأجل مساعدة الحامية هناك حتى غلب عليه الإيرانيون وقبضوا حصونهم وأسروا العرب ، فاشتمل على السلطان اليأس وغلب عليه الهم والحزن ، فسافر إلى زنجبار ومات حزينا .
पृष्ठ 67