وبعده اختلفت كلمة أهل عمان : فرقة أرادت الإمامة لابنه الصغير سيف بن سلطان وهم الرؤساء والقواد ، وفرقة أرادت الإمامة لعمه يعرب وهم العلماء ، فوقع القتال بينهما واستمر الخلاف ، وكان من أشهر قواد عمان محمد بن ناصر الغافري وخلف بن مبارك الهنائي ، والكل منهم منضم إلى فريق ، فمن انضم إلى خلف سمي هنائي ومن انضم إلى محمد بن ناصر سمي غافري ، وهذا الخلاف باق أثره إلى اليوم بعمان .
غارة العجم وسقوط آل يعرب
وفي غضون هذه الفتنة انتهزت دولة إيران الفرصة في عصر السلطان نادر شاه ، فأرسل جيشا مؤلفا من ستين ألفا تحت قيادة تقي خان ، فنزلوا رأس الخيمة ، فاضطرمت نيران الحروب بينهم وبين ولاة آل يعرب في الشارقة ودبي ورأس الخيمة فانتزعوا هذه البلاد من أيدي الولاة ، فزحفوا بجيشهم الكثيف إلى صحار فحاصروا واليها السيد أحمد بن سعيد جد العائلة المالكة الآن . فدافعهم عن البلاد ، ولم يتمكنوا من الاستيلاء عليها فتركوا قسما من جيشهم لحصارها وزحف الباقون إلى حصون الباطنة ومسقط فاحتلوها . وفي خلال هذه الفتن الثائرة مات الولد الصغير المختلف في شأنه موته وبموته اجتمع أهل عمان على كلمة واحدة ، وناشبوا الأعاجم الحرب ، وأزالوا الحصار عن صحار ، وعقدوا البيعة لواليها السيد أحمد بن سعيد .
دولة آل سعيد ومآلها
في سنة 1161 ه ( سنة 1748 م ) بايعوا السيد أحمد المذكور ، وهو أول إمام من هذه العائلة ، فقام بالأمر خير قيام ، وشمر عن ساق الجد ، وقاتل الأعاجم حتى أجلاهم عن مسقط وغيرها من بلاد عمان ، وتوفى الإمام أحمد بن سعيد سنة 1198 ه ( سنة 1783 م ) .
وتولى من بعده السيد سعيد بن أحمد ومات سنة 1203 ه.
पृष्ठ 66