ثم هاجم البرتغال في سواحل الهند فاستولى على الديو وخربها ووسى وبمبي وغيرها من المدن الشهيرة بساحل الهند ، وبعد أن أجلاهم عنها وجه في مطاردتهم أسطوله إلى أفريقيا الشرقية ، واحتل فازة وبتة وكلوة ، وحاصر ممباسة ، واحتل مضيق باب المندب وجزيرة قمران ، ومات رحمه الله بنزوى سنة 1090 ه ( سنة 1679 م ) .
ثم عقدوا الإمامة لولده بلعرب ، ومكث في الإمامة أربعة عشر عاما ، ومات خليعا ودفن بقصر جبرين 1104 ه .
ثم عقدوا الإمامة من بعده لأخيه سيف بن سلطان بن سيف ، فزاد في بناء الأسطول الذي أنشأه والده ، وأضرم نار الحرب على ممباسة - ثغر بأفريقية - فاستولى عليها وعلى أفريقيا الشرقية كلها إلى رأس الرجاء الصالح ، وذلك بعد حروب طاحنة ذكرت في التاريخ . ومات رحمه الله بالرستاق سنة 1123 ه ( سنة 1711 م ) ومن فتوحاته الرياض عاصمة آل سعود اليوم والإحساء . روى المؤرخون أنه تولى فتح الرياض بنفسه وأتى بنحو 35 أميرا من أمراء نجد أسارى إلى " نزوى " عاصمة عمان ، ويروى عنه أنه قال : إن أعانني الله لأجعلن المسافر من نزوى إلى مكة يذهب بلا زاد ، يعني يبذل الهمة في عمران الطريق . أما تعميره عمان فحدث عن البحر ، فكم له من مدن بعمان عمرها وأنهار أجراها وحصون شادها ، ولو لم يكن إلا بلاد الباطنة وهي مسافة 130 ميلا كلها متتابعة العمران آهلة بالأباضية لكفاه فخرا مدينة العلياء أبهج بلاد عمان وأنقاها هواء .
ثم عقدوا الإمامة بعده لولده سلطان ، فوجه عنايته لحرب دولة إيران ، وانتزع من أيديهم جزيرة القسم والبحرين ولارك وجاش وبندر عباس بعد حروب طاحنة وأهمها وقعة البحرين ، وقد أطنب في وصفها شعراء عمان في ذلك الوقت وذكر من قتل فيها من قواد العرب وعلمائهم ، ومات بالحزم سنة 1131 ه ( سنة 1718 م ) .
पृष्ठ 65