وله:
ومستعذب للهجر والوصل أعذب ... أكاتمه حبي فينأى وأقرب
إذا جدت مني بالرضا جاد بالجفا ... ويزعم أني مذنب وهو أذنب
تعلمت أبواب الرضا خوف هجره ... وعلمه حبي له كيف يغضب
ولي غير وجه قد علمت مكانه ... ولكن بلا قلب إلى أين أذهب
وهذان البيتان الأخيران يتنازعان.
عمرو بن نصر القصافي التميمي أبو الفيض بصري. مدح جماعة من الخلفاء أولهم الرشيد وبقي إلى أيام المتوكل وقال دعبل: قال القصافي الشعر ستين سنة فلم يعرف له بيت إلا قوله:
خوص نواج إذا صاح الحداة بها ... رأيت أرجلها قدام أيديها
وله:
في دمعه الجاري وإعواله ... ما يخبر السائل عن حاله
يقول: فيها:
رحلت عنسًا دلهًا عامل ... في حال ارقالي وإرقاله
حتى تناهيت إلى ماجد ... صب إلى طلعة سؤاله
وله إلى بعض إخوانه وقد اقتصد:
ولما علاك الشكو كادت نفوسنا ... تلاقي الردى إذ قيل أصبح شاكيًا
أرقت دمًا لو يسكب المزن مثله ... لأصبح وجه الأرض أخضر زاهيًا
دمًا طاهرًا لو يطلق الدن شربه ... لكان من الأسقام للناس شافيًا
عمرو بن أبي بكر العدوي القرشي قاضي دمشق أخو عمر ابن أبي بكر المؤملي الذي يروي عنه الزبير بن بكار. وعمرو هو القائل:
برئت من الإسلام إن كان ذا الذي ... أتاك به الواشون عني كما قالوا
ولكنهم لما رأوك سريعة ... إلي تواصوا بالنميمة واحتالوا
فقد صرت أذنًا للوشاة سميعة ... ينالون من عرضي ولو شئت ما نالوا
وله مع المأمون في هذه الأبيات خبر مشهور وكان عمرو بن مسعدة يقوم بأمره في أيام المأمون وكان محمد بن يزداد يحمل عليه فقال يمدح عمرًا ويغمز على ابن يزداد ولم يكن عمرو وزيرًا:
لشتان بين المدعين وزارة ... وبين الوزير الحق عمرو بن مسعده
1 / 220