" مختصر ترجمة المرزباني "
" عن شذرات الذهب وتاريخ بغداد وغيرها " محمد بن عمران بن موسى أبو عبيد الله الكاتب المرزباني. مولده في جمادى الآخرة سنة سبع وتسعين ومائتين خراساني الأصل بغدادي المولد.
حدث عن البغوي وأبن دريد ونفطويه وأبن الانباري وغيرهم، وروى عنه أبو عبد الله الصيمري وأبو القاسم التنوخي وأبو محمد الجوهري وغيرهم.
وكان علامة صاحب أخبار رواية للآداب. وصنف كتبًا كثيرة وكان حسن الترتيب لما يجمعه، قال علي بن أيوب العمى: يقال إن أبا عبيد الله أحسن تصنيفًا من الجاحظ. وقال أبو علي الفارسي: هو من محاسن الدنيا. وكان عضد الدولة يجتاز على داره فيقف ببابه حتى يخرج إليه فيسلم عليه ويسأله عن حاله. قال الصيمري وأكثر أهل الأدب الذين سمع منهم سمع منهم في داره، وكان مائلًا إلى التشيع والاعتزال ثقة في الحديث.
له من الكتب: المونق في تاريخ الشعراء، معجم الشعراء: أشعار النساء، المفيد في الشعراء ومذاهبهم، الرياض في أخبار المتيمين من الشعراء؛ أخبار البرامكة، شعر حاتم الطائي، ديوان يزيد بن معاوية، أشعار الخلفاء. وغير ذلك.
توفي سنة أربع وثمانين وثلثمائة ثاني شوال ليلة الجمعة، ودفن في داره ببغداد في الجانب الشرقي.
وقد أورد المرزباني في المعجم في الصفحة ٤٦٢ قصيدة في مدح والده.
अज्ञात पृष्ठ
حرف العين
باب
ذكر من اسمه عمرو
هاشم واسمه عمرو بن عبد مناف واسمه المغيرة بن قصي واسمه زيد ابن كلاب بن مرة بن لؤي بن هاشم. هو جد رسول الله ﷺ ويكنى أبا نضلة وفيه يقول مطرود بن كعب الخزاعي:
عمرو الذي هشم الثريد لقومه ... ورجال مكة مسنتون عجاف
ولما قصد البيت بعض من قصده قال هاشم في رجز له: عذت بما عاذ به إبراهيم
عمرو بن قميئة بن سعد بن مالك بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة وهو الحصن بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل. وقيل هو عمرو بن ذريح بن سعد بن مالك ويكنى أبا كعب وكان في عصر مهلهل بن ربيعة ويقول الشعر وعمر حتى جاوز التسعين وقال:
كأني وقد جاوزت تسعين حجة ... خلعت بها عني عذار لجام
رمتني بنات الدهر من حيث لا أرى ... فكيف بمن يرمى وليس برام
فلو أنها نبل إذًا لاتقيتها ... ولكنني أرمى بغير سهام
وتزعم بكر بن وائل أنه أول من قال الشعر وقصد القصيد، وكان امرؤ القيس بن حجر استصحبه لما شخص إلى قيصر يستمده على بني أسد فمات في سفره ذلك فسمته بكر عمرًا الضائع وهو صاحب امرئ القيس الذي عني بقوله:
بكى صاحبي لما رأى الدرب دونه ... وأيقن أنا لاحقون بقيصرًا
1 / 200
فقلت له لا تبك عينك إنما ... نحاول ملكًا أو نموت فنعذرا
وعمرو هو القائل يبكي شبابه وهو أول من بكى عليه:
لاتغبط المرء أن يقال له ... أمسى فلان لعمره حكمًا
إن يمس في خفض عيشه فلقد ... أخنى على الوجه طول ماسلما
قد كنت في ميعة أسر بها ... أمنع ضيمي وأهبط العصما
يا لهف نفسي على الشباب ولم ... أفقد به إذا فقدته أممًا
المرقش الأكبر اسمه عمرو بن سعد بن مالك بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة وقيل اسمه عوف بن سعد بن مالك. وقالوا اسمه ربيعة بن سعد بن مالك وكان المرقشان علىعهد مهلهل بن ربيعة وشهدا حرب بكر وتغلب والأكبر القائل:
ليس على طول الحياة ندم ... ومن وراء المرء ما يعلم
النشر مسك والوجوه دنا ... نير وأطراف الأكف عنم
فالدار وحش والرسوم كما ... رقش في ظهر الأديم قلم
المرقش الأصغر اسمه عمرو بن حرملة بن سعد بن مالك بن ضبيعة ابن قيس بن ثعلبة وقيل اسمه حرملة بن سعد وقيل اسمه ربيعة بن سفيان ابن سعد بن مالك والمرقش اللأكبر عم المرقش الأصغر والأصغر عم طرفة بن العبد والمرقش الأصغر أشعرهما وأطولهما عمرًا وهو القائل:
وما قهوة صهباء كالمسك ريحها ... تعل على الناجود طورًا وتقدح
بأطيب من فيها إذا جئت طارقًا ... من الليل بل فوها ألذ وأنصح
وهو القائل في رواية محمد بن داود:
أمن حلم أصبحت تنكث واجمًا ... وقد تعتري الأحلام من كان نائمًا
فمن يلق خيرًا يحمد الناس أمره ... ومن يغو لا يعدم على الغي لائمًا
طرفة اسمه عمرو بن عبد بن سفيان بن سعد بن مالك بن ضبيعة ابن قيس بن ثعلبة. قال أبو سعيد السكري اسمه عبيد ويقال معبد ولقب بطرفة ببيت قاله. وكنيته أبو إسحاق ويقال أبو سعد قال ابن دريد كنية طرفة أبو عمرو وأمه وردة بنت قتادة بن مشنوء بن عمرو بن مالك بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة قتله المكعبر بالبحرين بكتاب عمرو بن هند وله بضع وعشرون سنة وقد روي
1 / 201
أنه لم يبلغ العشرين وكان آدم أزرق أو قص أفرع اكشف أزور الصدر متأول الخلق. ويقال إنه أخرج لسانه فإذا هو أسود كأنه لسان ظبي فأخذه بيده ثم أومأ بيده إلى رقبته فقال ويل لهذا مما يحبني عليه هذا فكان هو الذي جنى عليه فقتل وذلك أنه هجا عمرو بن هند وكان ينادمه هو والمتلمس، والمتلمس خال طرفة فكتب لهما كتابين إلى المكعبر يأمره فيهما بقتلهما فأما المتلمس فإنه خرق كتابه ونجا بنفسه ومضى طرفة بالكتاب فقتل وهو القائل في قصيدة له:
ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلًا ... ويأتيك بالأخبار من لم تزود
وكان النبي ﷺ إذا استراث الخبر يتمثل بعجز هذا البيت وهي هذه القصيدة وقد روي لغيره:
فقل للذي يبقى خلاف الذي مضى ... تزود لأخرى مثلها فكأن قد
وله:
للفتى عقل يعيش به ... حيث تهدي ساقه قدمه
أي له عقل في كل وجه توجه فيه فيما يهوى وينتفع به، وقال ثعلب ان اتجه لجهة صالحة علم أن له عقلًا وإن اتجه لجهة شر علم أنه لا عقل له.
وله:
فوجدي بسلمى فوق وجد مرقش ... بأسماء إذ لا يستفيق عواذله
لعمري لموت لا عقوبة بعده ... لذي البث أشفى من هوى لا يزايله
عمرو بن كلثوم بن مالك بن عتاب بن ربيعة بن زهير بن جشم بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمى ابن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار يكنى أبا الأسود وقيل أبا عمير وهو فارس شاعر مقدم سيد أحد فتاك الجاهلية ولابنه الأسود وهو في بيت تغلب. وأم عمرو لبنى بنت مهلهل بن ربيعة التغلبي، وبلغ خمسين ومائة سنة ورأى من ولده وولد ولده خلفًا كثيرًا وكان خطيبًا حكيمًا وأوصى بنيه عند موته بوصية بليغة حسنة. وقصيدته التي أولها: ألا هبي بصحنك فاصبحينا إحدى مفاخر العرب قام بها خطيبًا في فتكه بعمرو بن هند وقتله.
وفيها يقول:
بأي مشيئة عمرو بن هند ... تطيع بنا الوشاة وتزدربنا
فإن قناتنا ياعمرو أعيت ... على الأعداء قبلك أن تلينا
وله في رواية ثعلب من أبيات:
1 / 202
لا تلوميني فإني متلف ... كل ما تحوي يمينى وشمالي
لست إن أطرفت مالًا فرحًا ... وإذا أتلفته لست أبالي
يخلف المال فلا تستسيئسي ... كري المهر على الحي الحلال
وابتذالي النفس في يوم الوغى ... وطرادي فوق مهري ونزالي
وسموي بخميس جحفل ... نحو أعدائي بحلي وارتحالي
جهنام البكري ويقال جهنام واسمه عمرو بن قطن بن المنذر بن عبدان بن حذافة بن حبيب بن ثعلبة بن سعد بن قيس بن ثعلبة وهو الذي هاجى أعشى بني قيس بن ثعلبة وفيه يقول الأعشى:
دعوت خليلي مسحلًا ودعوا له ... جهنام جدعًا للهجين المدمم
ومسحل شيطان الأعشى فيما يقال. ومن قول جهنام:
أمجاع تزعم لو أنني ... لقيت ابن حواء ما ضرني
بلى إن يد قبضت خمسها عليك مكانًا من الأمكن
عمرو بن حلزة اليشكري أخو الحارث بن حلزة قديم وهو يقول يرثي أخاه:
يأمن الأيام مغتر بها ... ما رأينا قط دهرًا لا يخون
والملمات فيما أعجبها ... للملمات ظهور وبطون
هون الأمر تعش في راحة ... قلما هونت الا سيهون
ربما قرت عيون بشجى ... مرمض قد سخنت منه عيون
لا تكن محتقرًا شأن امرئ ... ربما كان من الشأن شؤون
عمرو بن الإطنابة وهي أمه وأبوه عامر بن زيد مناة بن عامر بن مالك الأغر بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج وأمه الإطنابة بنت شهاب بن زبان من بني القين بن جسر وكان أشرف الخزرج.
وهو شاعر فارس معروف قديم خرجت الخزرج معه وخرجت الأوس وأحلافها مع معاذ بن النعمان
1 / 203
في حرب كانت بين الأوس والخزرج. وقيل لحسان بن ثابت: من أشعر الناس قال: الذي يقول يعني ابن الإطنابة
أني من القوم الذين إذا انتدوا ... بدؤوا بحق الله ثم النائل
انتدوا: جلسوا في النادي. وهي قصيدة وبعد هذا البيت:
المانعين من الخنا جيرانهم ... والحاشدين على طعام النازل
والخالطين فقيرهم بغنيهم ... والباذلين عطاءهم للسائل
لا يطبعون وهم على أحسابهم ... يشفون بالأحلام داء الجاهل
القائلين ولا يعاب خطيبهم ... يوم المقامة بالكلام الفاصل
وقال معاوية لقد وضعت رجلي في الركاب يوم صفين وهممت بالفرار فما منعني من ذلك إلا قول ابن الإطنابة:
أبت لي عفتي وأبى بلائي ... وأخذي الحمد بالثمن الربيح
وإكراهي على المكروه نفسي ... وضربي هامة البطل المشيح
وقولي كلما جشأت وجاشت ... مكانك تحمدي أو تستريحي
لأدفع عن مآثر صالحات ... وأحمي بعد عن عرض صحيح
معقر البارقي قيل اسمه عمرو بن سفيان بن حمار بن الحارث بن أوس وبارق من الأزد. وقيل اسمه سفيان بن أوس بن حمار وهو جاهلي سمي معقرًا بقوله في قصيدته المشهورة:
لها ناهض في الوكر قد مهدت له ... كما مهدت للبعل حسناء عاقر
وفيها يقول:
فجئنا إلى جمع كأن زهاءه ... جراد هفا من هبوة متطاير
تهيبك الأسفار من خشية الردى ... وكم قد رأينا من رد لا يسافر
وخبرها الوراد إن ليس بينها ... وبين قرى نجران والدرب كافر
فألقت عصاها واستقر بها النوى ... كما قر عينًا بالإياب المسافر
أنشدت هذا البيت عائشة ﵂ لما بلغها موت علي بن أبي طالب ﵁.
عمرو بن الحارث بن مضاض بن عمرو بن غالب الجرهمي أحد المعمرين القدماء وهو القائل لما أجلتهم خزاعة عن الحرم وكانوا ولاة البيت بعد نبت بن اسماعيل بن ابراهيم عليهما الصلاة والسلام:
كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا ... أنيس ولم يسمر بمكة سامر
1 / 204
بلى نحن كنا أهلها فأبادنا ... صروف الليالي والجدود العوائر
ويقال إنه مد له في العمر إلى أن أدرك الإسلام وقال:
يا أيها الناس سيروا إلى قصركم ... أن تصبحوا ذات يوم لا تسيرونا
كنا أناسًا كما كنتم فغيركم ... دهر فأنتم كما كنا تصيرونا
عمرو بن عدي بن نصر اللخمي وهو عمرو بن عدي بن نصر بن ربيعة بن مالك بن الحارث بن عمرو بن نمارة بن لخم. قال أبو عبيدة: هذا نسبة أهل اليمن وأما ما يقول علماؤنا فيقولون: نصر بن الساطرون بن أسيطرون ملك الحضر وهو الجرمكقاني من أهل الموصل من رستات باجرمي وعمرو هو أول ملوك الحيرة ملك بعد خاله جذيمة الأبرش وعمرو وهو قاتل الزباء واسمها نائلة بنت عمرو بن ظرب من العماليق وعمرو هو أبو ملوك الحيرة بأسرهم وآخرهم النعمان بن المنذر الذي قتله كسرى وتملك على الحيرة بآسرهم وآخرهم النعمان بن المنذر الذي قتله كسرى وتملك على الحيرة إياس بن قبيصة. وعمرو هو القائل وهو صبي لخاله جذيمة وقد تبدى فأقبل عمرو والصبيان معه من خول جذيمة يجنون الكمأة فيأكل الصبيان خيار ما يجنون ويدفعون إلى جذيمة رذالته وجعل عمرو يدفع إليه ما يجنيه على حاله ولا يأكل منه شيئًا ويقول:
هذا جناي وخياره فيه ... إذا كان جان يده إلى فيه
وتمثل علي بن أبي طالب ﵁ بهذا البيت عند قسمته ما كان في بيت المال. وعمرو هو القائل في رواية المفضل:
صددت الكأس عنا أم عمرو ... وكان الكأس مجراها الميينا
وما شر الثلاثة أم عمرو ... بصاحبك الذي لا تصحبينا
عمرو بن هند مضرط الحجارة الملك وهند أمه وأبوه المنذر بن امرئ القيس بن النعمان بن امرئ القيس البدن بن عمرو بن امرئ القيس البدن ابن عمرو بن عدي بن نصر اللخمي. هكذا نسبه ابن الكلبي وأبو سعيد السكري. وقال أبو عبيدة والمدائني: هو عمرو بن المنذر بن امرئ القيس ابن عمرو بن عدي بن نصر وأمه كهند بنت الحارث بن عمرو بن حجر آكل المرار الكندي ملك اليمن غلبت على اسم أبيه فنسب إليها وهي عمة امرئ القيس ابن حجر الشاعر وأبوه المنذر بن ماء السماء وهي بنت عوف بن جشم بن
1 / 205
هلال بن ربيعة بن زيد مناة بن الضحيان وهو عامر بن سعد بن الخزرج بن تيم مناة بن النمر بن قاسط وإنما سميت بماء السماء لحسنها، ولقب عمرو بن هند مضرط الحجارة لشدة ملكه وخشونته وقتله عمرو بن كلثوم التغلبي.
وعمرو بن هند هو الأكبر وهو محرق وهو القائل عند إيقاعه ببني تميم:
أبأنا بحسان فوارس دارم ... فأبررت منهم ألوة لم تقطب
تحش لهم ناري كأن رؤوسهم ... قنافذ في إضرامها تتقلب
وفت مائة من أهل دارم عنوة ... ووفاهموها البرجمي المخيب
عمرو بن أمامة اللخمي وهو عمرو الأصغر وهو أخو عمرو بن هند وأبوهما المنذر بن امرئ القيس وأمه أمامة بنت سلمة بن الحارث الكندي عم امرئ القيس. مات أخوه المنذر بن المنذر بن امرئ القيس وكان ملك الحيرة وملك بعده أخوه عمرو الأكبر بن هند وهي عمة أمامة أم عمرو الأصغر فرد عمرو بن هند إلى أخيه لأبيه وأمه قابوس بن المنذر أمر البادية ولم يرد إلى عمرو بن أمامة شيئًا فقال ابن أمامة:
الابن أمك ما بدا ... ولك الخورنق والسدير
فلأمنعن منابت ... الضمر إذا منع القصور
بكتائب تردى كما ... تردى إلى الجيف النسور
إنا بني العلات نق ... ضي دون شاهدنا الأمور
ثم خرج مغاضبًا لأخيه وقصد اليمن فأطاعته مراد وأقبل بها يقودها نحو العراق حتى إذا سار بها ليالي تلاومت مراد بينها وكرهت المسير معه وثار به المكشوح وهو هبيرة بن يغوث فقتله فلما أحيط به ضاربهم بسيفه حتى قتل وقال:
لقد عرفت الموت قبل ذوقه ... إن الجبان حتفه من فوقه
كل امرئ مقاتل من طوقه ... كالثور يحمي جلده بروقه
تمثل بهذا عامر بن فهيرة الشهيد ﵀ يوم بئر معونة حين هاجروا إلى المدينة فأجتووها عمرو بن الحارث بن عمرو الملك أبو شرحبيل الكندي قال محمد ابن داود قال يرثي شراحيل بن الحارث المقتول بالكلاب وقتلته تغلب:
إن جنبي عن الفراش لناب ... كتجافي الأسر فوق الظراب
وهي أبيات تروى لأخيه معدي كرب بن الحارث وهو الصحيح.
عمرو بن حني التغلبي فارس جاهلي مذكور. يقول في قتلهم عمرو بن
1 / 206
هند في رواية محمد بن داود:
نعاطي الملوك الحق ما قصدوا بنا ... وليس علينا قتلهم بمحرم
أنفت لهم من عقل عمرو بن مرثد ... إذا وردوا ماء ورمح ابن هرثم
وكنا إذا الجبار صعر خده ... أقمنا له من ميله فتقوم
قال يريد: فتقوم أنت. وهذا البيت يروى من قصيدة المتلمس التي أولها:
يعيرني أمي رجال ولن ترى ... أخا كرم إلا بأن يتكرما
وبعده البيت وآخره: أقمنا من ميله فتقوما. وأبو عبيدة وغيره يروون هذه الأبيات لجابر بن حني التغلبي.
عمرو بن مرثد بن سعد بن مالك بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة. هو المشهور بكرم الأولاد السادة الفرسان وفيه يقول طرفة بن العبد:
فلو شاء ربي كنت قيس بن خالد ... ولو شاء ربي كنت عمرو بن مرثد
يريد قيس بن خالد بن ذي الجدين
فأصبحت ذا مال كثير وزارني ... بنون كرام سادة لمسود
ومن قول عمرو:
لعمر أبيك ما مالي بنحل ... ولا طهف يطير به الغبار
الطهف طعام يشبه الذرة وقال كيسان هو التبن. ويروى له وقيل هي لجده سعد بن مالك:
يا بؤس للحرب التي ... وضعت أراهط فاستراحوا
وله يمدح الأحوص بن جعفر بن كلاب العامري واسم الأحوص ربيعة
أتاها من الأنباء أن ابن جعفر ... ربيعة لم يخضر خضارة ملبد
أجادت به إحدى غني لجعفر ... إذا طرقت إحدى الليالي بمربد
ذو الكف الأشل واسمه عمرو بن عبد الله بن حنيف بن ثعلبة بن سعد بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة يكنى أبا جلان. فارس شاعر جاهلي يقول في فرسه:
أمن دعة شهرين عض رباطه ... ونازع أطراف الجلال المزرر
فأبشر برب لا تعرى جياده ... وحرب تلظى كالحريق المسعر
وله في توعداته بني حنيفة:
حنيفة مهلًا تنذرون دماءنا ... على أن تقيلانا قتيلا بني أسد
1 / 207
ونحن مصادير الطعان إذا دعا ... ضبيعة داعيها أسنتها قصد
إذا الخيل خامت واقشعرت جلودها ... بسير فيغشاها الأسنة بالقدد
سيمنع آخرى الحق منكم فوارس ... إذا فزعوا لم يشددوا حزم البرد
ابن زيابة واسمه عمرو بن الحارث بن همام وهو من بني تيم الله بن ثعلبة وقيل اسمه سلمة بن ذهل وهو جاهلي وقيل ابن زبابة والزبابة فأرة من فئران الحرة وله يقول الحارث بن همام:
أيا ابن زيابة أن تلقني ... لا تلقني في النعم العازب
أي لا تلقني فيها راعيا
وتلقني يشتد بي أجرد ... مستقدم البركة كالراكب
أجابه بن زيابة:
يا لهف زيابة للحارث الص؟ ... ابح فالغانم فالآيب
والله لو لاقيته خاليًا ... لآب سيفانا مع الغالب
أنا ابن زبابة إن تدعني ... آتك والظن على الكاذب
وله في رواية ابن الأعرابي:
نبئت لأيًا عارضًا رمحه ... في سنة يوعد أخواله
وتلك منه غير مأمونة ... أن يفعل الشيء إذا قاله
إني وأخوالي بني عائش ... كالليث إذ يمنع أشباله
إنك يا عمرو وترك الندى ... كعبد إذ قيد أجماله
عمرو بن معديكرب بن ربيعة بن عبد الله بن عصم بن عمرو بن زبيد وهو منبه بن سلمة بن مازن بن ربيعة بن منبه بن صعب بن سعد العشيرة بن مالك وهو مذحج بن أزد بن أدد بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان وعمرو يكنى أبا ثور وأصيبت عينه يوم اليرموك وهو من فحول الفرسان والشعراء. وروى أبو عمرو بن العلاء أنه قال لا نفضل على عمرو فارسًا في العرب. وهو مخضرم أسلم في حياة رسول الله ﷺ ثم ارتد مع مرتدي اليمن وحارب عمال رسول الله ﷺ باليمن ثم عاد إلى الإسلام وشهد الفتوح وحسن بلاؤه فيها. وكان معروفًا بالكذب فيما يخبر به من وقائعه مع العرب وهو القائل:
1 / 208
إذا لم تستطع شيئًا فدعه ... وجاوزه إلى ما تستطيع
ويروى أن أبا بكر ﵁ استنشد عمرو بن معدي كرب وقال أنت أول من سألته في الإسلام. ومات عمرو بالفالج في زمن عثمان بن عفان وخرج يريد الري فمات بروذة وجاوز المائة سنة يقال بعشرين ويقال بخمسين. وهو القائل لقيس بن المكشوح المرادي:
أريد حياته ويريد قتلي ... عذيرك من خليلك من مراد
وتمثل به علي بن أبي طالب ﵁ لما رأى عبد الرحمن بن ملجم المرادي. وله:
أعاذل شكتي بدني ورمحي ... وكل مقلص سلس القياد
الشكة السلاح والبدن: الدرع، والمقلس المشمر يعني الفرس
أعاذل إنما أفنى شبابي ... ركوبي في الصريخ إلى المنادي
ويبقى بعد حلم القوم حلمي ... ويفنى قبل زاد القوم زادي
وله:
ظللت كأني للرماح دريئة ... أقاتل عن أحساب جرم وفرت
وجاشت إلي النفس أول مرة ... فردت إلى مكروهها فاستقرت
عمرو بن حممة بن رافع بن الحارث الدوسي من الأزد أحد حكام العرب في الجاهلية وأحد المعمرين يقال إنه عاش ثلاثمائة وتسعين سنة ويقال إنه هو ذو الحلم الذي ضرب به العرب المثل الحارث بن وعلة الذهلي
وزعمت أنا لا حلوم لنا ... إن العصا قرعت لذي الحلم
وقال الفرزدق:
وإن أعف استبقى حلوم مجاشع ... فإن العصا كانت لذي الحلم تقرع
وقال آخر:
لذي الحلم قبل اليوم ما تقرع العصا ... وما علم الإنسان إلا ليعلما
وعمرو هو القائل:
كبرت وطال العمر مني كأنني ... سليم أفاع ليله غير مودع
فما القسم أبلاني ولكن تتابعت ... علي سنون من مصيف ومربع
ثلاث مئين من السنين كوامل ... وها أنا هذا أرتجي مر أربع
فأصبحت بين الفخ في العش ثاويًا ... إذا رام تطيارًا يقال له قع
أخبر أخبار السنين التي مضت ... ولا بد يومًا أن يطار بمصرعي
عمرو بن عبد الجن التنوخي جاهلي قديم خلف على ملك جذيمة الأبرش بعد قتله فنازعه عمرو بن عدي اللخمي وهو ابن أخت جذيمة وعليه ولي الأمر، وفي
1 / 209
ذلك يقول عمرو بن عدي:
دعوت ابن عبد الجن للسلم بعدما ... تتابع في غرب السفاه وكلسما
فلما ارعوى عن صدنا باغترابه ... مريت هواه مري أخ أو ابن ما
فقال ابن عبد الجن:
أما ودماء مائرات تخالها ... على قلة العزى أو النسر عندما
وما قدس الرهبان في كل هيكل ... أبيل أبيلين عيسى بن مريما
عمر بن عمرو بن عدس بن زيد بن عبد الله بن دارم التميمي يكنى أربد أخو لبيد بن ربيعة الشاعر لأمه واسم أربد عمرو بن زهير بن جذيمة بن جزء بن خالد بن جعفر. وفد أربد مع عامر بن الطفيل إلى النبي ﷺ فدعا رسول الله ﷺ عليهما فأرسل الله على أربد في طريقه صاعقة فأحرقته ورثاه لبيد بقصيدته التي يقول فيها:
أخشى على أربد الحتوف ... ولا أخاف نوء السماك والأسد
ومات عامر بن الطفيل في طريقه منصرفًا بالغدة وسمي أربد بقوله:
قل لقريش تبلغوا رأس حية ... تدلى عليهم من تهامة أربد
أبا شريح جاهلي قديم يقول لدختنوس بنت لقيط بن زرارة وقتل أبوها يوم الشعب:
يا ليت شعري عنك دختنوس إذا ... أتاها الخبر المرموس
أتحلق القرون أم تميس لا ... بل تميس إنها عروس
وكان عمرو أبرص وله يقول جرير:
هل تعرفون على ثنية أقرن ... أنس الفوارس يوم شل الأسلع
الأسلع عمرو بن عمرو وأنس الفوارس هو أنس بن زياد العبسي وهو قاتل عمرو بن عمرو.
أشعر الرقبان الأسدي اسمه عمرو بن حارثة بن ناشب بن سلامة بن الحارث بن سعد بن مالك بن ثعلبة بن دودان بن أسد. وقيل هو من بني سوادة بن الحارث بن سعد بن مالك بن ثعلبة. قتل عمرو بن هند أخاه فسرق ابنين له فذبحهما وقال:
إنا كذلك كان عادتنا ... لم نغض من ملك على وتر
ونزل برضوان الأسدي فلم يقره فقال أشعر الرقبان:
تجانف رضوان عن ضيفه ... ألم تأت رضوان مني النذر
وقد علم المعشر الطارقون ... بأنك للضيف جوع وقر
1 / 210
وأنت مليخ كلحم الحوار ... فلا أنت حلو ولا أنت مر
إذا ما انتدى القوم لم تأتهم ... كأنك قد ولدتك الحمر
ويقول: إذا جلس القوم في ناديهم لم تأتهم لئلا تسأل حاجة
ولكن رضوان من لؤمه ... بخيل على كل خير وشر
أي يبخل بالخير أن يعطيه ويعجز عن الترة أن يطلبها أي ليس عنده خير ولا شر.
أبو المشمرج اليشكري عمرو بن المشمرج جاهلي. لما منعت بنو تميم النعمان بن المنذر الإتاوة فوجه إليهم أخاه الريان بن المنذر وجل من معه من بكر بن وائل فاستاق النعم وسبى الذراري فقال أبو المشمرح:
لما رأوا راية النعمان مقبلة ... قالوا ألا ليت أدنى دارنا عدن
ياليت أم تميم لم تكن عرفت ... مرأ وكانت كمن أودى به الزمن
إن تقتلوهم فأعيار مجدعة ... أو تنعموا فقديمًا منكم المنن
فأجابه النعمان بقوله:
لله بكر غداة الروع لو بهم ... أرمى ذرى حضن زالت لهم حضن
إذ لا أرى أحدًا في الناس يشبههم ... إلا فوارس خامت عنهم المين
الأعلم اسمه عمرو بن مالك بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة جاهلي قديم. يقول في رواية ابن الأعرابي:
أتيت بني عمرو ورهطي فلم أجد ... عليهم إذا اشتد الزمان معولا
ومن يفتقر في قومه يحمد الغنى ... وإن كان فيهم ماجد العم مخولا
يمنون إن أعطوا ويبخل بعضهم ... ويحسب عجزًا سكته إن تجملا
ويزري بعقل المرء قلة ماله ... وإن كان أقوى من رجال وأحيلا
فإن الفتى ذا الحزم رام بنفسه ... جواشن هذا الليل كي يتمولا
عمرو بن عدي الخصفي لقبه الكيذبان شاعر جاهلي وسمي الكيذبان لأنه لقيه جيش فقالوا من أنت فقال: أنا وأصحابي خرجنا لغارة. قالوا وكم أنتم قال إذا كنا ومثلنا ومثل نصفنا كنا كذا وكذا. فشغلهم بالحساب ومر على وجهه فأملس منهم فسمي الكيذبان.
عمرو بن بياضة النجاري جاهلي يقول لعبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف
1 / 211
ولدناك يا شيبة المكرما ... ت ساقي زوار أرض الحرم
فأكرم بسيبك بيت الإله ... وأنت بنفسك بيت الكرم
عمرو بن الأهتم المنقري واسم الأهتم سنان بن سمي ويقال سمي ابن سنان بن خالد بن منقر بن عبيد بن مقاعس بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم ومقاعس هو الحارث، وعمرو يكنى أبا نعيم وكان سيدًا من سادات قومه ووفد على رسول الله ﷺ في وفد بني تميم فأسلم ومدح قيس بن عاصم ثم ذمه فقال النبي ﷺ إن من العشر حكمًا ومن البيان سحرًا، وهو القائل:
ذريني فإن البخل يا أم هيثم ... لصالح أخلاق الرجال سروق
ذريني فإني ذو فعال تهمني ... نوائب يغشى رزؤها وحقوق
ومستنبح بعد الهدو دعوته ... وقد حان من نجم الشتاء خفوق
فقلت له أهلًا وسهلًا ومرحبًا ... فهذا مبيت صالح وصديق
وكل كريم يتقي الذم بالقرى ... وللخير بين الصالحين طريق
لعمرك ما ضاقت بلاد بأهلها ... ولكن أخلاق الرجال تضيق
وله:
ألم تر ما بيني وبين ابن عامر ... من الود قد بالت عليه الثعالب
فأصبح باقي الود بيني وبينه ... كأن لم يكن والدهر فيه العجائب
إذا المرء لم يحببك إلا تكرما ... بدالك من أخلاقه ما يغالب
عمرو بن شأس بن أبي بلى واسمه عبيد بن ثعلبة ين وبرة بن مالك ابن الحارث ابن سعد بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة ويقال أبو بلى بن ذؤيبة بن مالك بن الحارث. وعمرو يكنى أبا عرار. شاعر كثير الشعر مقدم أسلم في صدر الإسلام وشهد القادسية وهو القائل:
إذا نحن أدلجنا وأنت أمامنا ... يكن لمطايانا برياك هاديا
أليس يزيد العيش خفة أذرع ... وإن كن حسرى أن تكون أماميا
وهو القائل في ابنه عرار وكانت أمه سوداء وكانت امرأة عمرو تؤذيه فقال عمرو:
أرادت عرارًا بالهوان ومن يرد ... عرارًا لعمري بالهوان فقد ظلم
وإن عرارًا إن يكن غير واضح ... فإن أحب الجون ذا المنكب العمم
1 / 212
والواضح: الأبيض، والجون: الأسود. وكتب الحجاج كتابًا إلى عبد الملك وأنفذه على يد عرار بن عمرو ووجه معه برأس ابن الأشعث فجعل عبد الملك يقرأ الكتاب ويسأل عرارًا وهو لا يعرفه عن الخبر فيكون جوابه أبلغ من الكتاب فإذا رفع رأسه فرآه أسود صرف بصره عنه فلما أعجبه كلامه وظرفه أنشد: وإن عرارًا إن يكن غير واضح البيت. فقال له عرار فهل تدري من عرار يا أمير المؤمنين. قال: لا والله. قال: أنا والله عرار. ومنها
فأطرق إطراق الشجاع ولو يرى ... مساغًا لنابيه الشجاع لقد أزم
سرقه عمرو من المتلمس. ومن أصحاب النبي ﷺ عمرو بن شأس وهو أسلمي خزاعي وليس بهذا الأسدي الشاعر وهو الذي روى عن النبي ﷺ أنه قال: يا عمرو بن شأس قد آذيتني. قال قلت: أعوذ بالله أن أوذيك.
قال: أنه من آذى عليًا فقد آذاني.
المستوغر واسمه عمرو بن ربيعة بن كعب بن سعد بن مناة بن تميم. مات في صدر الإسلام ويقال إنه عاش إلى أول أيام معاوية هو أحد المعمرين يقال إنه عاش ثلاثين وثلاثمائة سنة وسمي المستوغر ببيت قاله وهو القائل:
ولقد سئمت من الحياة وطولها ... وعمرت من عدد السنين مئينا
مائة أتت من بعدها مائتان لي ... وازددت من عدد الشهور سنينا
هل ما بقي إلا الذي قد فاتني ... يوم يمر وليلة تحدونا
وله:
إذا ما المرء صم فلم يناجي ... وأودى سمعه إلا ندايا
ولاعب بالعشي بني بنيه ... كفعل الهر يحترش العظايا
فذاك الهم ليس له دواء ... سوى الموت المنطق بالمنايا
وبين المستوعر وبين مضر بن نزار تسعة آباء وبين عمرو بن قميئة المعمر وبين نزار عشرون أبًا. ويروى أن المستوغر مر بعكاظ وعلى ظهره ابن ابنه يحمله فحمل شيخًا هرمًا فأعيا من حمله فوضعه بالأرض وقال: عنيتني صغيرًا وكبيرًا. فقال له رجل. يا عبد الله أتقول هذا لأبيك. فقال: أنا جده. فقال الرجل:
1 / 213
ما رأيت شيخًا أكذب لو كنت المستوغر بن ربيعة ما زدت. فقال: فأنا المستوغر بن ربيعة.
عمرو بن أحمر بن العمرد بن تميم بن ربيعة بن حرام بن فراص بن معن الباهلي ويقال هوعمرو بن أحمر بن العمرد بن عامر بن عبد شمس بن عبد بن فراص بن معن بن مالك وعمرو يكنى أبا الخطاب. أدرك الإسلام فأسلم وغزا مغازي الروم وأصيبت إحدى عينيه هناك ونزل الشام وتوفي على عهد عثمان ﵁ بعد أن بلغ سنًا عالية وهو صحيح الكلام كثير الغريب. يقول:
إن الفتى يقتر بعد الغنى ... ويغتني بعد ما يفتقر
والحي كالميت ويبقى التقى ... والعيش فنان فحلو ومر
ولن ترى مثلي ذا شيبة ... أعلم ما ينفع مما يضر
أي أعلم مني بما ينفع مما يضر، وله:
إذا أنت راودت البخيل رددته ... إلى البخل واستمطرت غير مطير
متى تطلب المعروف في غير أهله ... تجد مطلب المعروف غير يسير
إذا أنت لم تجعل لعرضك جنة ... من الذم سار الذم كل مسير
عمرو بن لأي بنب موألة بن عائذ بن ثعلبة بن تيم اللات بن ثعلبة من أشراف بكر بن وائل في الجاهلية وهو فارس مجلز وهو القائل:
يا رب من يبغض أزوادنا ... رحن على بغضائه واغتدين
لو نبت المرعى على أنفه ... لرحن منه أصلًا قد ونين
ونين وأنين من السمن أي أبطلن. وهو القائل في قتل حجر بن الحارث الملك الكندي أبي امرئ القيس بن حجر الشاعر قتلته بنو أسد يخاطب عمرو بن هند اللخمي وأمه هند بنت الحارث الملك الكندي:
عمرو بن هند إن مهلكة ... قول السفاه وشدة الغشم
وبنا تدورك في بني أسد ... وغم لخالك أكبر الوغم
قتلوا ابن أم قطام سيدهم ... حجرًا وما برئوا من الأثم
فسما امرؤ القيس الهمام له ... في جحفل من وائل صتم
لهم فهدم من مساكنهم ... ما كان أرعن آمن الهدم
لم تلق حي مثل صبحتهم ... في الناس من قيل ومن هزم
عمرو بن ذكوان الحضرمي جاهلي يقول:
1 / 214
أحيا أباه هاشم بن حرملة ... يوم الهباتين ويوم اليعملة
والخيل تعدو بالحديد مثقلة ... ورمحه للوالدات مثكلة
لا يمنع القتيل أن يخذاله ... لحد ولا يسلب عنه مبذله
والقيل لا يقبل إلا أجمله ... سائل بذاك رمحه ومعبله
ترى الملوك حوله مغربله المعبل: سهم عريض النصل.
عمرو بن الحارث بن عبد مناة بن كنانة وخزيمة وهو الأحمر جاهلي.
يقول في رواية محمد بن داؤد عن رجاله:
وإذا تكون كريهة أدعى لها ... وإذا يحاس الحيس يدعى جندب
قال وذكر المفضل الضبي أن هذا القول لبعض ولد طيئ وكان يفضل جندبًا أحد ولد ولده عليهم ويقدمه في الزاد وغيره على فرسان ولده فقال أحدهم لآخر منهم يسمى عمرًا:
يا عمر خبرني ولست بكاذب ... وأخوك يصدقك الذي لا يكذب
أمن القضية أن إذا استغنيتم ... وأمنتم فأنا البعيد الأجنب
وإذا تكون كريهة ... البيت ما بعده. قال المرزباني: وقد رويت هذه الأبيات لهنئ بن أحمر الكناني.
عمرو بن كلثوم الكناني من بني عميس بن جذيمة. فارس معروف جاهلي يقول:
تركنا هامة الجدلي تزقو ... أمام الجيش تحكي بالنعيق
وله:
وقد علمت عليا كنانة أننا ... نطاعن في الهيجا مطاعم في المحل
وله:
جزى الله عني مدلجًا أين أصبحت ... خزاية بؤسي حيث سارت وحلت
عمرو بن أهبان بن دثار الفقعسي جاهلي يقول:
ألا ينهى عرينة عن ملامي ... قدامة قد عجلتم بالملام
ويروى له:
على مثل همام تشق جيوبها ... وتعلن بالنوح النساء الفواقد
إذا نازع القوم الأحاديث لم يكن ... عييًا ولا عبأً على من يقاعد
طويل نجاد السيف يصاع بطنه ... خميصًا وجاديه على الزاد حامد
عمرو بن مرثد بن عرفطة بن الطماح الأسدي الفقعسي جاهلي يقول:
1 / 215
أيا راكبًا بلغ حبيب بن خالد ... فأسد إلينا ما استطعت وألحم
عمرو بن حكيم الأسدي الزهري جاهلي له أرجوزة طويلة أولها:
نام طفيل نومة رداحًا ... حتى إذا ما انبطح انبطاحًا
عمرو بن مسعود بن عمرو بن مرارة الأسدي الفقعسي جاهلي يقول:
أيبغي آل شداد علينا ... وما يرعى لشداد فصيل
كصارفة البكاء لشجو أخرى ... وما يبدو لعينيها نطيل
عمرو ذو الكلب الهذلي أحد بني لحيان شاعر قديم مغوار يقول:
كل امرئ بطوال العيش مكذوب ... وكل من غالب الأيام مغلوب
وكل من حج بيت الله من رجل ... مؤد فمدركه الشبان والشيب
عمرو بن عبد الرحمن بن الخلق أبو هشام الباهلي الظالمي شاعر مكثر كان على عهد المنصور والمهدي والرشيد. هاجى بشارًا الأعمى فانتصف منه وفيه يقول:
بذلة والديك كسبت عزا ... وباللؤم اجترأت على الجواب
وهجا روح بن حاتم المهلبي فأسرف عليه ورماه باللواط والإجازة في صباه واللؤم والجبن. حدثني أبو بكر أحمد بن أبي خيثمة عن دعبل بن علي قال: كان أبو هشام يعبر الجسر على دجلة بمدينة السلام فلقيه عليه أبو نيقة الحسين بن الوراس مولى خزاعة وكان شاعرًا فتكلما وعاتبه أبو نيقة على هجائه آل المهلب ثم اتخذا وتلاطما فدفع أبو نيقة أبا هاشم فرمى به إلى دجلة فبادر إليه قوم من الملاحين وأصحاب الزواريق فأخرجوه وتشبث به وكان على أحد الجانبين المسيب بن زهير الضبي وعلى الآخر نصر بن مالك الخزاعي فقال أبو نيقة إرفعونا إلى نصر وقال أبو هشام ارفعونا إلى المسيب ففرق الناس بينهما فقال أبو نيقة:
فمن مبلغ عليًا خزاعة أنني ... قذفت بعبد الباهليين في الجسر
قذفت به كي يغرق العبد عنوة ... فجاش به من لؤمه زبد البحر
ومن قول أبي هشام في سعيد بن سلم بن قتيبة الباهلي يمدحه:
1 / 216
ألا قل لساري الليل لا تخش ضلة ... سعيد بن سلم ضوء كل بلاد
لنا سيد أربى على كل سيدٍ ... جواد حنا في وجه كل جواد
يطول على الرمح الرديني قامة ... ويقصر عنه باع كل نجاد
عمرو بن دراك العبدي. قال محمد بن داود عن المرثدي: اسمه عمرو ويقال عمرو الأول أصح وبابه يجيء وفي كتاب محمد بن داود بن الجراح ما نصه عمرو بن دراك بكسر الدال وتخفيف الراء العبدي وقد قالوا اسمه عمر وسماه لي المرثدي عمرو بن دراك بتشديد الراء ومن قوله يهجو اليمن ويتعصب لنزار:
لهني إن قطعت حبال قيسٍ ... وحالفت المزون على تميم
لأخسر خطة من أبي رغالٍ ... وأجور في الحكومة من سدوم
ومن قوله يهجو سليمان بن حبيب بن الهلب:
سليمان مالك لا تنتهي ... عن العلج والعلجة الزانية
رضيت وأنت تسامي الملوك ... لئيم اللهازم من طاحيه
وأشبهت خالك خال الخسار ... ولم تشبه العصبة الماضية
عمرو بن معاذ البصري. قال محمد بن سلام كان عمرو بن معاذ شاعرًا بصيرًا قلت له من أشعر الناس؟ قال أوس بن حجر. قلت ثم من قال أبو ذؤيب.
عمرو بن واقد مولى عتبة بن يزيد بن معاوية شامي دمشقي يقول في فتنة أبي الهيذام المري بالشام أيام الرشيد يصف هيذامًا وخريمًا ابني أبي الهيذام ومولاه سابقًا ورجلًا من قريش كانوا حماته في تلك الحال:
فلم أركا لهيذام في الناس فارسًا ... ولا كخريم حلية في الخلائق
ولا كأخينا من قريش رأيته ... بعيني ولا مولى رأيت كسابق
كأنهم كانوا صقور دجنة ... أتيحت على الخربان من رأس حالق
فولت بنو قحطان عنا كأنهم ... هنالك ضأن جلن من صوت باعق
عمرو المخلخل مولى ثقيف بصري. هو القائل يهجو عمرًا الخاركي الأعور:
نظرت في نسبة الكرام فما ... فيها لكم ناقة ولا جمل
قوم لئام أعراضهم هدف ... فيها سهام الهجاء تنتضل
1 / 217
لا يستجيبون إن دعوتهم ... إن لم تقل في الدعاء يا سفل
أبوهم خالهم وأمهم ... من بعض أولادها بها حبل
ولما ولي معاذ بن معاذ القضاء بالبصرة وعزل عنها عمرو بن حبيب العدوي هجا المخلخل معاذًا.
أبو الغراف السلمي عمرو بن مرثد شاعر معروف سندي وهو القائل يرد على ربيعة الرقي قوله يمدح يزيد بن حاتم بن قبيصة بن المهلب ويهجو يزيد بن أسيد السلمي.
لشتان ما بين اليزيدين في الندى ... يزيد سليم والأغر بن حاتم
وهي أبيات فهجا أبو الغراف ربيعة والمين.
عمرو بن عبد الملك الوراق مولى عنزة. قال ابن أبي طاهر: هو عمرو بن المبارك بن عبد الملك العنزي شاعر ماجن رشيدي له شعر كثير في حرب محمد والمأمون وأصله بصري وهو أحد الخلعاء المجان وله مع أبي نواس أخبار ومن قوله:
عوجو إلى بيت عمرو ... إلى سماع وخمر
وناشجات علينا ... تطاع في كل أمر
وبيسرى رخيم ... يزهو بجيد ونحر
فذاك بر من يأتي ... إن لم يريدوا ببحر
هذا وليس عليكم ... أولى ولا وقت عصر
قوموا وليس علينا ... حقًا جنايات غدر
وله يقول أبو نواس:
بعثت أستهديك قرابة ... فجدت يا عمرو بقبلته وله في رواية الصولي.
الحمد لله العلي ... ومن له كل المحامد
أيسبني رجل ... عليه من الدعارة ألف شاهد
ماذا أقول لمن ... له في كل عضوٍ ألف والد
عمرو بن خوي السكسكي أبو خوي من أهل دمشق كان على عهد الرشيد والمأمون وهو من ولد ابن خوي قاتل عمار بن ياسر ﵁ بصفين تقلد عمرو الري ثلاث سنين وهو القائل:
هلم اسقنيها لا عدمتك صاحبًا ... ودونك صفو الراح إن كنت شاربًا
إذا أسرت نفس المدام نفوسنا ... جنينا من اللذات منها الأطايبا
أيا كوكبًا لا يمسك الليل غيره ... بربك لا تخبر علينا الكواكبا
ويا ليل لولا أن تشوبك غدرة ... إذا ما تبدلنا بك الدهر صاحبًا
أبو قابوس الحيري العبادي اسمه عمرو بن سليمان وقيل عمرو بن سليم نصراني
1 / 218