372

मीनाह मक्किय्या

शैलियों

============================================================

ويصح كون الأول حالا من (خير) أي : لو أراد الله لليهود في حال سبتهم الذي فرض عليهم تعظيمه خيرا ( كان سبتأ لديهم) أي: عندهم (الأربعاء) بتثليث (الباء) هلذا من حيث ترتبه على ما قبله بطريق الملازمة المستفادة من (لو).. في غاية الإشكال، ولم ينبه الشارح على ذلك، أو لم يتنبه له، وإنما تكلم على بعض مفرداته فقط، ومنها قوله: (والسبت آخر الأسبوع، والأربعاء رابعه، وقيل: السبت أوله، والأربعاء: خامسه) وقد يقال : كأن الناظم نظر إلى أن السبت القطع كما مر وإلى أن الأربعاء محل النور الحسي؛ لما يأتي أن الله تعالى خلق النور فيه (1)، فيكون محلا للنور المعنوي الذي هو الوصل، فكأنه يقول : لو أريد بهم الخير .. لجعل قطعهم وصلا، ولا ينافي ذلك قوله: (هو يوم مبارك) لأنه باعتبار ما فرض الله تعالى عليهم من تعظيمه وتخصيصه بالعبادة، وما نحن فيه باعتبار آنه لو آريد بهم تمام الخير.. جعل محل عبادتهم مؤذنا بوصلهم الذي من شأنه أن ينشأ عن العبادة، وأما إذا جعل محل عبادتهم مؤذتا بقطعهم باعتبار أصل مدلوله.. فهذا مما يؤذن بنقصهم، وأنه لم يرد بهم كمال الخير ومما يوضح هلذا: أن الله تعالى ادخر لهلذه الأمة يوم الجمعة المؤذن بغاية الوصل؛ إذ مقام الجمعية هو مقام الوصل الذي هو اكمل المقامات وأفضلها، وجعل لليهود يوم السبت المؤذن بقطيعتهم وحرمانهم، وللنصارى الأحد المؤذن بوحدتهم وتفردهم عن مواطن الخيرات والسعادات، فكان فيما خصت به كل أمة من الأيام دليل على أحوالها وما يؤول إليه آمرها، فنبه الناظم رحمه الله تعالى على هذذه الحقيقة العرفانية، والحكمة الربانية، زيادة في مدح هذذه الأمة وذم غيرها، أو يقال : إن الناظم أراد بذلك: أنهم لو أريد بهم الخير.. لكانت الأيام كلها عندهم سبتأ؛ ليوها جميعها بالعبادة، وأما تخصيص يوم منها بالعبادة دون بقية الأسبوع.. فهو من جملة ما أريد بهم من خلاف الخير، وعلى هلذا - مع ما فيه من البعد والتكلف - (1) اخرجه مسلم (2789)، واين خزيمة (1731)، وابن حبان (6161) والنسائي في "الكبري" (10943)، والبيهقي في " السنن الكبرى" (3/9)، وأحمد (327/2) وأبو يعلى (2132) 438

पृष्ठ 372