============================================================
السالة الثامنة نقد المطرفية فى رفهم جراحات المعتدين لله فعلاحادذاله لالهم قولهم : إن جميع ما يوجد فى أبد أن المظلومين، من الجراح والجنايات الحاصلة بضرب الظالمين بالسيوف، وطعنهم بالرماح، ورميهم بالسهام والحجارة، فذلك كله فعل الله، سبحانه، لا فعل الجناة المعتدين، وكذلك ما حصل فى اموالهم، من قطع ال وقلع وخراب، وكل ذلك عندهم فعل الله، تعالى ، لا فعل الجناة من الخلق، وإن كانوا يسمون الجرح الحاصل فى بذن المجروح أنجراحا، والشجة انشجاجا، ويسمون القطع انقطاعا، والقلع انقلاعا، ويظنون أنهم إذا غيروا الأسماء، تغيرت الحقائق والمعانى ا..
واصل ذلك أنهم اعتقدوا أن أفعال العباد لا تعدوهم، ولا يوجد من أحد منهم، فعل فى غير بدنه، ومحل قدرته، وأن جميع ما يوجد من الأفعال، في الآلات المنفصلة، نحو حركات السيوف فى أيدى الضاربين، وما يحصل معها من التقطيع 177 و) والجراح، وحركات الاقلام فى أيدى الكاتبين، وما يحصل بها من الكتابة فى الفم والالواح، وما جرى مجرى ذلك، فكله فعل الله، تعالى، لا فعل غيره، وهذه مقالة معروفة، ومناظرتهم بالمدافعة، والمكابرة عنها ظاهرة وبينه وهم مع ذلك قد سلموا أصلين: أحدها : أن ما وقف على اختيار العبد فهر فعله والثانى : أن حركة القلم فى يد الكاتب، وما يحصل به من الكتابة، وحركة السيف فى يد الضارب، وما يحصل به الإصابة، فذلك موقرف على اختيار العبد ومعلوم أن نتيجة هذين الأصلين، هى إنما حصل من هذه الأفعال فى السيف والقلم، وبهما فى المفعول به، فذلك كله فعل العبد، لا فعل الله، تعالى، وهم يكابرون فى ذلك .
पृष्ठ 52