============================================================
المسالة الثالثة نقدالمطرفية فى قولهم ان الانسان يبطل فى كل وقت قولهم : إن الإنسان يبطل فى كل وقت، ويحدث غيره، فالذى قام هو غير الذى قعد، والذى صلى هو غير الذى ظهر، والذى أساء هو غير الذى اعتذر، إلى أمثال ذلك، ويفرون إلى ذلك، من القول بحدوث الأعراض، التى هى القيام والعقود، والصلاة والطهور، والإساءة والاعتذار، حذرا منهم أن يصيروا مخترعة، إن قالوا بحدوث الأعراض، فارتكبوا - لأ جل ذلك - القول بتجدد حدوث الأجام حالا ب عد حال فيبطل الأول، ويحدث غيره بعذه، وهذا- وإذ كمان معلوما بطلاته عند كل عاقل؛ لأن المعلوم عندهم كافة، أن هذا المعتذر من إساءته، هو الذى أساء بالأمس وكذلك سائر المذكورين، ولهذا يعرفون أباعهم وأبناعهم، وأصدقاعهم وأعداعهم، وذلك جمله العلوم الضرورية والمطرفية قد سلمت أصلين يوجبان نقيض ما ذهبوا إليه من ذلك : 173 ظ أحدها : أنه يحسن ذم المسى اليوم على إساءته بالأمس والثانى : أنه لا يحن ذم غير المي بإساءة غيره.
فيتج عن هذه الأصلين أن هذا الذى حن ذمه اليوم، هو الذى أساء بالأمس، وهم يكابرون هذه النتيجة، ويزعموت أنه غيره، وأن المى بالأمس، قد بطل، وحدث هذا الذى ذموه: وكذلك الكلام فى المحمود اليوم، على الإحسان بالأمس، وسلوا ايضا أصلين آخرين فى هذا:- احدها: أنه يحسن أمر واحد اليوم، بشيء يفمله غدا .
والثانى : أنه لا يحسن أن يؤمر بذلك، من لا يبقى إلى غد.
فينتج من هذين الأصلين ان هذا المأمور، يبقى إلى غد، ولا يبطل، ويحدث
पृष्ठ 45