============================================================
3 لزمهم أن يقولوا: إن الباري - تقدس عن ذلك - متناهي الذات . لأن ما له فاية إلى طرفه من الأطراف، هو متناهي سائر الأطراف. والمتناهي الذات متناهي القوة والقدرة.
فإن كانت قدرة المبدع، جل ثناؤه، متناهية كتناهي قدرة خلقه، كيف أمكنه إبداع العالمين، لا من شيء بقدرة متناهية، وليس في القدرة المتناهية إمكان اختراع ذرة واحدي، لا من أصل وعنصر؟ فإذا قدرته غير متناهية لاختراعه العالمين بما فيهما، لا من شيء. فإذا كانت قدرته غير متناهية، كان إيقاع التناهي على ذاته محالا ممتنعا. وإذا امتنع التناهي عليه امتنعالت الجوهرية فيه لما بينا أن الجواهر متناهية بعضها إلى بعض.
وإن قالوا: إن الباري، جل جلاله، يستعين في اختراع الأشياء بجوهر آخر، دخل الضعف والنقص في قوته. لأن1 من استعان بغيره، فين ضعفه يستعين به، لا من القوة التامة الكاملة. والبارئ، جل جلاله، لم يستعن في إبداع ما أبدع من العالمين بجوهر آخر .
فليس هو إذا بجوهر، إذ الجواهر الجسمانية [38) والروحانية مستغينة بعضها عن بعض وإن قالوا: إن البارئ، جل جلالة، يقبل من غيره كما يقبل منه غيره، لزمهم أن يقولوا: إن القابل من البارئ، حل جلاله، أي شيء يقبل منه؟ وليس هو إلا الفردانية المحضة الذي في قدرته إبداع العالمين بما فيهما. فيجب للقابل منه أن يقدر على اختراع العالمين بما فيهما.2 وليس في الخلقة ما يقدر على اختراع ذرة واحدة. ولم يوجد في الخلقة هذه القدرة. فليس فيهم إذا من يمكنه القبول منه . وإذا امتنع القبول منه، امتنع أن يكون تقدست عظمته جوهرا لما بيناه. فاعرفه.
وأيضا فإن الفلاسفة زعمت أن الجوهر جنس الأجناس. والجنس هو المقول على أنواعه المختلفة بالصور. وإن كان4 البارئ تعالى * جوهرا، فما أنواعه الي هي مقول وكما في ز، وفي هن لا.
بعضها عن بعض: كما صحناه، وفي النسختين: بعضها ببعض.
4 فيحب للقابل منه أن يقدر على اختراع العالمين بما فيهما: كما في ز، و سقطت هذه العبارة من ه ، وإن كان: ظن كما في حاشية ه. وفي ز: وأن.
ه ز: تقدست عظمته.
पृष्ठ 73