============================================================
الإقليد [17] الرابع ي قدرة المبدع إن القدرة والقوة اسمان يقتضيان معنيين. لكل اسم منهما معي غير معنى صاحبه، به تختلف حدودهما وسمائهما. فأقول: إن القدرة أعم من القوة، والقوة أخص من القدرة. يقال: كل قادر قوي، وليس كل قوي قادر. وإذا كان هذا من إحداهما صحيحا، كان واجبا أن يقرن بالقدرة الإرادة، ويعرى القوة عنها. فإن" ..3 قد خص كل واحد منهما بقوة خلاف قوة صاحبه. ولا يقال لواحد منهما إنها قادرة على أفعالها.
فأما الإنسان والملائكة، فإن لهما جميعا القوة والقدرة لما فيهما من تقديم الإرادة. وقدرة المبدع سبحانه حلت عن الاحتياج إلى القوة، بل قدرة المبدع سبحانه أخفى من أن يكون لأحد إلى دركها سبيل، لأنها خارجة عن جميع الأيسيات. ثم لا يتعلق بالعقل كيفيتها، ولو أتعب في البحث عنها، إلا أن الأشياء على نوعين: صناعي وطبيعي.، فالصناعي بالمهنة، والطبيعيء بالاستحالة. فلو قلنا: إن المبدع سبحانه أبدع الأشياء على نوع الصناعة، كانت المادة سابقة على ما وقعت المهنة والصناعة عليه.
فيكون من ذلك إثبات هيولى أزلية مع المبدع. وقد أبطلناه في بعض مقاليد هذا الكتاب.
- وإن كان المبدع سبحانه أبدع الأشياء على نوع الطبيعة، [18] كانت الاستحالة لازمة 1 في النسختين: المبدع سبحاته.
2 ز: فإن الأخص، (وبعده بياض بقدر كلمة.) 4 بياض في هس بقدر بضعة كلمات. ثم أضيفت في البياض: "المعدن والنبات،" ولكن بالإشارة بأنه "ظن كما في ز، وفي ه: طبعي.
ه كما في ز، وفي ه: والطبعي.
وراحع الاقليد التاسع والعشرين في إبطال هيولى أزلية مع المبدع.
पृष्ठ 53