============================================================
ويكفيك عن معرفة عظمة المبدع أن تعرف عظمة خلقه. فكيف يمكنك1 معرفة عظمة خلقه ما غاب عن حواسك، ولم يتسع لدركه عقلك" فإن فيما حصل عنه حسك من خلقة السماوات وما فيها2 من الأجرام التي كل واحد منها3 كالنقطة، وهي أعظم من الأرض بمن عليها أضعافا كثيرة. فلو أحصي حرم الكل بحساب نقطتها، لم يستوعبها محص، ولم يستحصهاه حاسب. فكيف - لو رفع الحجاب عن النفوس - يعاينوا دار البقاء ومعدن الكرامة، وليشاهد[وا] الجواهر النورانية والبقاع الروحانية، لرأوا من العظمة شيئا لا يحد، ولا يوصف، ولا يدرك؟ فعظمة مبدع العالمين عظمة متعالية عن مشاهدة القلوب ومقايسة العقول. {فتبارك الله رب العللمين)21 1 ز: وإن لم يمكنك. وكان كذلك في ه قبل التصحيح.
2 كما في ز، وفي هس: فيهما.
ه كما صححتاه، وفي النسختين: منهما.
في النسختين: عحصى.
آربما من فعل استحصى أي طلب العد.] ز: يستحلصها.
1 سورة غافر 64:40.
पृष्ठ 49