============================================================
أيسيته. وإن جردته عنهما استغرقت عظمته كل عظمة عقلية وجسية.1 ومن عظم الله سبحانه لم يسترح في تمحيده بلغات الألسن، ومقاصد الأفهام، لأن الألسن في عبارقا، والأفهام في مقاصدها، إذا سلكت في الإحاطة بالعظمة الني ليس وراءها شيء من العظمة، لم تكن لها قوة في ضبط عظمة، ليس وراءها شيء من العظمة. فعظمة الله2 إذا ما كلت الألسن عنه عبارتها، وعجزت الأفهام عن شرحيها ودركها. فإنك إن تفكرت في بدنك تراه محدودا من جهتين: أحدهما من جهة تناهى جرمه إلى ما يلاقيه من الأجرام، والآخر من حهة تفصيله1 من سائر الأشخاص المشاركة له في التوحيد.4 وإن تفكرت في روحك تراه غير محدوي من جهتين أيضا. إحداهما من جهة أن فكرتك تصعد في الإحاطة به، فلا تزال في أنوارها صاعدة، يمنعها عن الوقوف على ما في حوهرها تناهي ذاته،، بلا وقوف على قبول فوائد علتها. والأخرى من جهة أنها لم نفصل [عن] شيء مشارك لها، فيحتاج إلى تحديدها. فكيف يحكم على المبدع الحق بحد، وهو غير متناه إلى ما يلاقيه من مبدع آخر مثله، ولا هو منفصل من مبدعين7 سواه، مشاركين3 له في الإبداع؟ أم كيف [13] ترميه بغير حد، وروحك قد حاز ما يحتوي عليه، ما لا حد له تفصيلا وتناهيا؟ا بل هو القدوس الذي عحز خلقه عن الصعود إليه تصويرا وتمثيلا وتقديسا، والمهيمن الذي ستر بجبروته عن من لم يعزب عنه مثقال ذرق في السماوات والأرض. وأستعيذه سبحانه جل عن حصائد الفكر، وعز من درك الأذهان، وتعالى عنه علوا كبيراا اكما في ز، وفي ه: حسية.
2 ز: تعالى ذكره.
3 كما في ز، وفي ه: تفضيله.
، ز: النوعية.
ه كما في ز، وفي ه: داتيه.
2 في النسختين: متناهي.
7 حاشية ه:[في نسخة]: مبدع.
8 حاشية ه:في نسخة]: مشارك. (هذه العبارة غير واضحة عندنا.)
पृष्ठ 48