مشترك في مجالس آل محمد
------------
الإمام المهدي لدين الله أبي القاسم / محمد بن القاسم الحوثي
الحسيني عليه السلام .
نسبه:
هو إمام الأمة وعالم الأئمة أمير المؤمنين المهدي لدين الله رب العالمين أبوالقاسم محمد بن القاسم بن محمد بن إسماعيل بن الحسن بن محمد بن الحسين بن علي بن عبدالله بن أحمد بن علي بن الحسين بن علي بن عبدالله بن محمد بن الإمام المؤيد بالله يحيى بن حمزة بن علي بن إبراهيم بن يوسف بن علي بن إبراهيم بن محمد بن أحمد بن إدريس بن جعفر الزكي بن علي التقي بن محمد الجواد ابن الإمام علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن زين العابدين علي بن الحسين السبط بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم وصلوات الله عليهم أجمعين الملقب بالحوثي نسبة إلى حوث مدينة عامرة بالعلم تبعد عن صنعاء ثلاثة أيام.
ولادته ونشأته:
في العقد الرابع من القرن الثالث عشر تقريبا، ونشأ بين أبويه الطاهرين القاسم بن محمد الحوثي أفضل أهل زمانه وأزهدهم، حليف القرآن ومن ضرب بكرمه الأمثال، فقد كان ينفق في السنين المجدبة الشديدة فيقال له: أنت ذو تكاليف واسعة وعوائل، فقال: لو بلغت كل برة بدرة لأوجد الله لكل برة درة، وكان رضي الله عنه لا يتناول المصحف الشريف من قعود، فإن ناوله أحد قام له إجلالا وتعظيما، وكان يقطع أكثر لياليه وأيامه في مدارسة القرآن الكريم هو وزوجته العالمة الشريفة الفاضلة زينب بنت إسماعيل بن الحسن بن يحيى الشامي الحسني رضوان الله ورحمته عليهم أجمعين.
شب الإمام في هذا الجو العامر بالإيمان والعلم والكرامة، ونشأ نشأة كريمة تظهر منه مخايل النبل والأخلاق الفاضلة.
صفته:
كان تام الخلق، أبيض اللون، أنزع مقرون الحاجبين، أعين، كث اللحية، بعيد ما بين المنكبين، وأنه كان لا يستطيع أحد من الناس أن يكلمه حتى يفتتح الكلام هيبة من الله تعالى .
مشائخه رضي الله عنه:
قرأ على والده ثم على عدة مشايخ في فنون شتى من فنون العلم بصنعاء والسر وحوث ودار أعلا من بلاد أرحب ودار سلم وغيرها، منهم الإمام المنصور بالله أحمد بن هاشم، والسيد الإمام العالم محمد بن محمد بن عبدالله بن علي بن حسن الكبسي، والقاضي العلامة الزاهد إسماعيل بن محمد الخالدي، والعلامة الكبير الإمام المنصور بالله محمد بن عبدالله الوزير، والسيد العلامة محمد يحيى الأخفش، والسيد العلامة عبدالله بن يحيى بن عبدالله ابن عثمان الوزير، والسيد العلامة أحمد بن عبدالله بن الإمام، والقاضي العلامة شيخ الإسلام أحمد بن إسماعيل العلفي القرشي، والقاضي العلامة الحسين بن عبدالرحمن الأكوع، والقاضي العلامة يحيى بن علي الردمي، والفقيه العلامة اللغوي محمد بن علي وحيش، والسيد العلامة أحمد بن محمد لقمان، والسيد الإمام الحافظ محمد بن إسماعيل بن يحيى عشيش الحسيني، والفقيه العلامة محمد الكوكباني، والقاضي العلامة الحافظ البدر أحمد بن عبد الرحمن المجاهد، والحاج الولي التقي سعد بن علي البواب الحاشدي، والسيد العلامة الولي محمد بن محمد عامر، والقاضي العلامة علي بن يحيى الشرفي، وغيرهم.
وأكثر من ذكرنا من العلماء الأعلام طرق مروياتهم ومشائخهم مستوفاة في كتب الإجازات بالجامعة المهمة لأسانيد كتب الأئمة لعلامة العصر الوالد العلامة شيخي وبركتي علم أعلام آل محمد مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيدي حفظه الله، والإحازة في طرق الإجازة للعلامة شيعي آل محمد عبدالله بن علي الغالبي، وبلوغ الأماني بإسناد كتب إلى من أنزلت عليه المثاني للقاضي العلامة محمد بن أحمد مشحم، وإجازات القاضي العلامة أحمد بن سعد الدين المسوري، وإتحاف الأكابر للقاضي الشوكاني، وغيرها من كتب الإجازات المعتبرة بين أهل العلم.
ولم يزل عليه السلام على هذه الطريقة حتى فاق على أقرانه، ورقى على أبناء زمانه، ونال رتبة عالية في شتى العلوم منطوقها والمفهوم، وبلغ رتبة الاجتهاد، وصار علما من أعلام الأمة يأخذ عنه الخاص والعام، حتى حبسته الأتراك بالحديدة في ذي القعدة سنة 1294ه مع مجموعة من العلماء الأعلام رضي الله عنهم إلى أن أطلقوا سنة 1297ه ومات بعضهم شهيدا.
دعوته عليه السلام:
وكانت دعوة الإمام الأعظم المهدي لدين الله رب العالمين محمد بن القاسم الحسيني الحوثي صلوات الله عليه سنة 1298ه عقيب وفاة المتوكل على الله المحسن بن أحمد رحمه الله ورضي عنه، ووفاته في شهر رجب سنة 1319ه، ومشهده بجبل برط مشهور مزور، وكان انتقاله من السر من نواحي صنعاء اليمن، فهاجر إلى الله مجاهدا في سبيل الله داعيا إلى كتاب الله وسنة رسول الله، وبعد استقراره بجبل برط أهرع إليه العلماء الأعلام من علماء ضحيان وصعدة وصنعاء وحوث وغيرها من الأقطار، ولم يزل داعيا للأمة إلى سبيل نجاتها مبينا للخلق ما افترض الله عليهم من أعلام هداتها حتى قبضه الله إليه، وقد كان حبس هو وأعلام اليمن بعد وفاة المتوكل على الله، وممن حبس معه السيد العلامة أحمد بن محمد الكبسي، والإمام المنصور بالله محمد بن يحيى حميد الدين، غدرهم الترك بصنعاء وبقوا في الحبس سنتين ثم خارجهم الله تعالى في خبر طويل لا يسع الحال ذكره تمت والله أعلم نقلا من خط مولانا شيخ الإسلام مجد الدين بن محمد المؤيدي أيده الله وحفظه أمين.كتبه الفقير إلى عفو الله صلاح فليتة.
مبايعته عليه السلام :
بويع له عليه السلام بعد أن أجمع العلماء الأعلام ذو الحل والإبرام على إلزامه الحجة بالقيام بأمر المسلمين والإسلام، وممن بايعه من أقطاب اليمن السعيد السيد الإمام المجتهد الحجة عبدالله بن أحمد البصير العنثري، والسيد الإمام العالم الرباني الحسين بن محمد الحوثي، والسيد الإمام الهادي الحسن بن يحيى القاسمي المؤيدي، والسيد الإمام شمس الدين أحمد بن إبراهيم الهاشمي، وشيخ الإسلام محمد الغالبي وأخوه صارم الإسلام، ومن لا يأتي عليه الحصر من أعلام اليمن رضي الله عنهم وأرضاهم.
تلامذته رضي الله تعالى عنه:
وقد تخرج على يده علماء كثيرون منهم شيخ آل محمد الولي محمد بن منصور بن أحمد المؤيدي الحسني والسيد العلامة الإمام الحفي الولي الحسين بن محمد الحوثي الهادوي الحسني، والإمام المنصور بالله محمد بن يحيى بن محمد حميد الدين، وأولاد الإمام الأعلام محمد وإبراهيم والقاسم ويوسف، والقاضي العلامة شيخ الإسلام محمد بن عبدالله الغالبي وأخوه صارم الدين إبراهيم بن عبدالله الغالبي، والسيد العلامة محمد بن الإمام المتوكل على الله المحسن بن أحمد، والسيد العلامة عبد الرحمن بن أحمد الحسيني الملقب بعشيش، والسيد العلامة الحسن بن محمد الحسيني الحوثي الملقب بالأعضب، والسيد الإمام الحسين بن عبدالله الشهاري، وولده السيد العلامة عبدالله بن الحسين، والسيد العلامة أحمد ين يحيى العجري، وأخوه السيد العلامة عبدالله بن يحيى العجري، وأخوهما الولي العلامة علي بن يحيى العجري، والسيد العلامة الزاهد يحيى بن الحسن طيب، والإمام الهادي لدين الله الحسن بن يحيى المؤيدي القاسمي، والسيد الإمام العلامة عبدالله بن عبدالله العنثري، أخوه وجيه الإسلام عبد الرحمن بن عبدالله، وأخوهما الأوحد عبدالكريم بن عبدالله، والوالد العلامة المقدام بدر الإسلام محمد بن يحيى المؤيدي الصعدي، والسيد العلامة علي بن الحسين الحسيني الحوثي، والسيد العلامة سيف الإسلام أحمد بن قاسم حميد الدين، والقاضي العلامة محمد بن علي الرصاص، والقاضي العلامة محمد بن حسين الشوكاني ، والقاضي العلامة أحمد بن يوسف العنسي، والقاضي العلامة شرف الدين حسن بن أحمد العنسي، والقاضي العلامة علي بن محمد الرصاص، والقاضي العلامة إسماعيل بن أحمد بن إسماعيل المتميز.
والسيد العلامة حسين بن محمد زيد الحوثي الحسيني الملقب بسباس، والقاضي العلامة أحمد بن محمد السياغي، وغيرهم كثير، وممن حضر حلقات التدريس بمقام الإمام عليه السلام بجبل برط الإمام الشهيد المتوكل على الله يحيى بن محمد حميد الدين، والسيد العلامة محمد بن محمد بن حسن الشرعي الحوثي الحسيني، والسيد العلامة علي بن حسين الحوثي المنتقل إلى رازح، والسيد العلامة يحيى بن محمد إسحاق أبو علي الحوثي الحسيني، وممن روى عن الإمام بطريق الإجازة السيد العلامة البدر المنير والعلم الشهير محمد بن إبراهيم المؤيدي الملقب حورية وغيرهم كثير.
مؤلفاته رضي الله تعالى عنه:
قال مولانا شيخ الإسلام مجد الدين بن محمد المؤيدي أيده الله تعالى وأدام ظله وأطال عمره في التحف الفاطمية شرح الزلف الإمامية: وكانت ترد إليه - يعني الإمام - المسائل في أنواع العلوم، فيكشف ديجورها ويبين مستورها بأوضح بيان وأجلا برهان، وبلغت فتاويه مجلدات جمة جمع بعض العلماء منها قسطا من المباحث المهمة، فمنهم من قدرها بالشافي، ومنهم من قدرها بالبحر الزخار، وكان يصل إليه العلماء بالسؤلات حتى أيام الجهاد، ومن مؤلفاته البدور المضيئة جوابات الأسئلة الضحيانية ، والموعظة الحسنة ، وله منظومة في الجنايات صدرها
بإسم إله العرش يمنا ومعصما ....... وعونك يا رحمن بدأ ومختما
وله بحوث في أصول الدين وأصول الفقه والفروع مفيدة ونفيسة ، وقد جمع السيد الحافظ شمس الدين أحمد بن يحيى العجري من ذلك كتابا أسماه السفينة المنجية من الغرق والأنوار الماحية للغسق ، وجمع شيخ آل رسول الله محمد بن منصور المؤيدي مذكراته في مجلد فائق ، وجمع القاضي العلامة شيخ الشيوخ إسماعيل بن أحمد بن إسماعيل المتميز مجموعا نفيسا من جوابات الإمام ، وله عليه السلام الاختيارات الاجتهادية ، وله مجموع نفيس في علم الأوقات ، وله مجموع نفيس جمع فيه إجازاته وإجازات مشائخه ضمنه كثيرا من الفوائد ، وله مجموع تراجم الأباء.
وفاته عليه السلام:
ولم يزل عليه السلام داعيا إلى الله تعالى ناشرا الشريعة بالحكمة والموعظة الحسنة مجاهدا في سبيله آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر ، حتى بلغ عشر الثمانين عاما ، فاختاره الله تعالى له جواره راضيا مرضيا ومهاجرا نقيا مجاهدا في الله حق جهاده ، قال مولانا شيخ الإسلام مجدالدين بن محمد المؤيدي: قبضه الله تعالى يوم الجمعة في رجب سنة تسع عشرة وثلاثمائة وألف، وذلك أنه حال نزول أمر الله تعالى أخذ مصحفه الكريم بعد أن أتم صلاة العصر واتكأ على سجادته في موضعه المبارك ، ولم يزل رضوان الله عليه على تلك الهيئة يردد ذكر الله تعالى ولا يجيب على أحد بجواب مدة ثلاثة أيام حتى لحق روحه الشريف بالله تعالى.
مشهده :
بهجرته المباركة في جبل برط انتهى.
पृष्ठ 42