ابالبال، وأنا، إذا قبل الله ذلك مني ، لا يضرني منه شيء، فلم يفعل معي إلا ما يكون فضل الله سببا لتكفير سيئاتي وتضعيف حسناتي ورفع درجاتي، والله تعالى يجعل ما اصابني منه ومن أمثاله لله خالصا، ويجازيني بما لا عين رأت ولا أذن سمعت، ولا الخطر على قلب بشر، على نيتي وذبي (1) عن الشرع وقيامي بتغيير المنكر ما أمكنني قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون )(2)، والنصفة بيني وبين جميعهم بين يدي اله تعالى وهو حسبي ونعم الوكيل. ولنكف القلم لما نحن بصدده.
4 - [ التعريف بأبي عبدالله محمد الملقب بالفقيه، رحمه الله امين] احمد الفقيه الزواوي وابن مصباح وابن عبد المؤمن: وممن تصدى للتدريس بالمدينة(3) أبو عبدالله محمد الملقب بالفقيه، ورد اعلى المدينة بعد السوسي(4) المذكور، وجلس لإقراء ابن الحاجب بها مع بعض الطلبة، وهو من جبل زواوة، وممن له مصاهرة بالشيخ أبي عبدالله محمد بن مصباح ووقدم قسنطينة فتزوج من بعض حشم أهلها، ودرس في ابن الحاجب بجامع قصبتها ابقي مدة إلى أن خطر بباله الحج ثانيا، فأنعم له بحمله له حبيبنا محمد حفيد الشيخ اعد المؤمن(5)، فأرسل إلي في شأن إمساكه صهره وأهله، فبعثت في أثره لقصد عارضته عنه (6) لحجه أولا ولسوء مطعمه فيه ومركبه ثانيا ومجاورته مما لا ينبغي لموفق امقارفته، فتخفى مني إلى أن نفذ حكم الله فسافر إلى الحج صحبة من ذكر فوقع له اشغب(7) مع بعض الرفقة أفضى الأمر فيه إلى المضاربة والخروج فيه عن دائرة الشرع، وكل ذلك عقوبة عدم الوقوف على مقتضى الأوامر والنواهي الشرعية وبعد قدومه وقف عندي واعتذر عن فعله بعذر واه لا يقبل إلا مسامحة. وكان (1) في الأصل (ودبي).
2) سورة (الأنعام) الآية (91).
(3) يحني بها فسنطينة.
(9) انظر عنه ص72.
(5) يفهم من هذا النص أن محمد بن عبد المؤمن هو الذي كان أمير ركب الحج. وكانت هذه الوظيفة في اعاثلة عبد المؤمن إلى أن الت إلى عائلة الفكون . انظر تفاصيل هذا الموضوع في كتابنا (شيخ الإسلام اعبد الكريم الفكون) دار الخرب الإسلامي، بيروت، 1986.
(6) يعني الحج (7) في الأصل (شعب).
अज्ञात पृष्ठ