[144] فأما لم ليس تظهر هذه الصورة على جميع الأجسام المقابلة للأجسام المتلونة وتظهر على الأجسام البيض والمسفرة الألوان، ولم ليس يظهر على الجسم الأبيض لون كل جسم متلون مقابل له ويظهر عليه اللون المشرق القوي، ولم ليس يظهر هذا اللون على الجسم الأبيض إذا كان الضوء الذي في الجسسم المتلون ضعيفا ويظهر إذا كان الضوء الذي في الجسم المتلون قويا، ولم ليس يظهر هذا اللون على الجسم الأبيض إذا كان الجسم الأبيض في ضوء الشمس وفي ضوء قوي ويظهر عليه إذا كان الجسم الأبيض في الظل وفي الأضواء الضعيفة، فإن جميع ذلك لعلة تخص البصر، لا أن صور الألوان ليس تشرق على جميع الأجسام المقابلة لها. ونحن نشرح هذا المعنى من بعد ونبينه بيانا مستقصى ونبين علله ونوضحها عند كلامنا في كيفية الإبصار. فهذا الذي بيناه من خواص الأضواء وما يصحب الأضواء ويقترن بها من صور الألوان كاف وفيما نشرع فيه من البحث عن كيفية الإبصار
الفصل الرابع فيما يعرض بين البصر والضوء
[1] نجد البصر إذا نظر إلى الأضواء القوية التي في غاية القوة تألم بها واستضر. فإن الناظر إذا نظر إلى جرم الشمس لم يستطع النظر إليها فإن لمحها تألم بصره بضوئها واستضر به. وكذلك إذا نظر إلى مرآة صقيلة قد أشرق عليها ضوء الشمس، وكان بصره في الموضع الذي إليه ينعكس الضوء عن تلك المرآة، فإنه يتأذى بالضوء المنعكس الذي يصل إلى بصره عن المرآة ولا يستطيع أن يفتح بصره ويباشر ذلك الضوء.
[2] ونجد أيضا الناظر إذا نظر إلى جسم نقي البياض وقد أشرق عليه ضوء الشمس، وأطال النظر إليه، ثم صرف بصره عنه إلى موضع مغدر ضعيف الضوء، فإنه لا يكاد يدرك ما في ذلك الموضع من المبصرات إدراكا صحيحا ويجد كأن بينه وبينها سترا. ثم ينجلي ذلك عن تدريج ويعود البصر إلى حاله. وكذلك إذا نظر الناظر إلى نار قوية وحدق إليها، وأطال النظر زمانا، ثم صرف بصره إلى موضع مغدر ضعيف الضوء، فإنه يجد أيضا في بصره مثل ذلك.
[3] وأيضا فإنا نجد الناظر إذا نظر إلى جسم نقي البياض وقد أشرق عليه ضوء النهار، وكان الضوء الذي عليه قويا وإن لم يكن ضوء الشمس، وأطال النظر إليه زمانا، ثم صرف بصره إلى موضع مظلم، فإنه يجد صورة ذلك الضوء في ذلك الموضع المظلم، ويجد مع ذلك شكله. ثم إن أطبق بصره وتأمل ساعة فإنه يجد في بصره صورة ذلك الضوء وشكله. ثم ينجلي ذلك ويعود البصر إلى حاله. وكذلك يكون حال البصر إذا نظر إلى جسم قد أشرق عليه ضوء الشمس وأطال النظر إليه.
पृष्ठ 121