[127] فيتبين من هذا الاعتبار أن اللون الذي في الأجسام المشفة أيضا يمتد مع الأضواء النافذة فيه في الهواء المتصل به.
[128] فجميع الأجسام المتلونة الكثيفة والمشفة إذا كان لونها قويا واعتبرت على الوجه الذي بيناه فإن ألوانها توجد أبدا ممتدة مع الأضواء التي تصدر عنها وممازجة لها. وإذا كان ذلك يوجد أبدا عند الاعتبار ومطردا في جميع الألوان فهو خاصة طبيعية تخص الألوان. وإذا كان ذلك طبيعيا للألوان فهو يلزم في جميع الألوان قويها وضعيفها. وإذا كانت الألوان تصحب الأضواء وتمتد بامتدادها فهي تصحب جميع الأضواء قويها وضعيفها قليلها وكثيرها. وإن لم يظهر ضعيفها للبصر ولم يتميز للبصر فلقصور قوة الحس عن إدراك المعاني اللطيفة.
[129] وقد يحتمل أن يكون الهواء والأجسام المشفة تقبل صور الألوان كما تقبل صور الأضواء حضر الضوء معها أم لم يحضر، وتكون الألوان تشرق من جميع الأجسام المتلونة وتمتد في الهواء وفي الأجسام المشفة في جميع الجهات كما تشرق الأضواء، وتكون خاصتها كخاصة الأضواء، ويكون امتدادها في الهواء وفي الأجسام المشفة وانبساطها فيها دائما حضر الضوء معها أو لم يحضر، ويكون ليس يظهر منها للبصر إلا ما كان مصاحبا للضوء لأن البصر ليس يدرك شيئا إلا ذا كان مضيئا.
[130] ويحتمل أن تكون الألوان ليس يصدر عنها هذه الصور ولا تمتد في الهواء ولا يقبلها الهواء إلا بعد إشراق الضوء عليها.
[131] إلا أن الذي ليس يتداخله الشك ولا يقع فيه ريب هو أن صورة اللون وصورة الضوء يصدران معا عن الأجسام المتلونة المضيئة ويمتدان في الهواء وفي الأجسام المشفة المتصلة بتلك الأجسام المتلونة والمقابلة لها، ويقبلها الهواء والأجسام المشفة وينفذان فيها على جميع السموت المستقيمة التي تمتد من تلك الأجسام المتلونة في ذلك الهواء وفي تلك الأجسام المشفة.
पृष्ठ 116