المستطابة، التي تدل على إدراك حقيقي لفضائل الشافعي، وبصر دقيق بجوانبها الكثيرة.
* * *
وهناك أمر آخر تفرد به كتاب المناقب لا مناص من ذكره والإفاضة في تبيينه، لأهميته القصوى في دفع فرية افتريت على الشافعي قديما وحديثا، وهي أن الشافعي لم يؤلف كتاب الأم.
وقد ألف الدكتور زكي مبارك كتابا في ذلك جعل عنوانه: «إصلاح أشنع خطأ في تاريخ التشريع الإسلامي: كتاب الأم لم يؤلفه الشافعي وإنما ألفه البويطي وتصرف فيه الربيع بن سليمان».
وكان الذي هداه إلى تصحيح هذه الغلطة - كما يقول - كلمة قرأها في كتاب «الإحياء» للغزالي يقول فيها:
«وآثر البويطي الزهد والخمول، ولم يعجبه الجمع والجلوس في الحلقة، فاشتغل بالعبادة، وصنف كتاب الأم الذي ينسب الآن إلى الربيع بن سليمان ويعرف به، وإنما صنفه البويطي، ولكن لم يذكر نفسه فيه، ولم ينسبه إلى نفسه فزاد الربيع فيه وتصرف» اهـ.
وكلمة الغزالي - هذه - ليست من بنات فكره، ولا من ثمرات بحثه، وإنما نقلها نقلا عن كتاب «قوت القلوب» لأبي طالب المكي المتوفى سنة ٣٨٦ فقد جاء في هذا الكتاب ٤/ ١٣٥:
«وأخمل البويطي نفسه، واعتزل عن الناس بالبويطة، من سواد مصر
المقدمة / 31