وصنف كتاب الأم الذي ينسب الآن إلى الربيع بن سليمان، ويعرف به، وإنما هو جمع البويطي، لم يذكر نفسه فيه، وأخرجه إلى الربيع فزاد فيه، وأظهره وسمعه منه» اهـ
وقد رجح الدكتور زكي مبارك أن الأم وضع بعد وفاة الشافعي، لأنه ليس له مقدمة (!!!).
ولأنه لا تمضي فصوله على وتيرة واحدة، ففي أحيان كثيرة تجري عبارة: «قال الشافعي». وفي بعض الأحيان، حدثنا الربيع بن سليمان قال: أخبرنا الشافعي - إملاء - وفي بعضها: سألت الشافعي فقال.
وتجئ في الأم أحيانا عبارة: قال الشافعي كذا، فقلت له كذا (!).
وللربيع تعليقات كثيرة في التعقيب على كلام الشافعي (!).
ويتفق المؤلف أحيانا أن يذكر المصدر الذي نقل عنه فيقول - مثلا (٧/ ١٤٦): «هذا مكتوب في كتاب الإيلاء» (!).
وعرض المؤلف في باب الوصايا لوصية الشافعي فقال: هذا كتاب كتبه محمد بن إدريس الشافعي في شعبان سنة ثلاث ومائتين، وعنونه بعبارة: الوصية التي صدرت من الشافعي. وإذا تذكرنا أن الشافعي مات سنة أربع ومائتين، عرفنا أن كتاب وصيته أثبت في الكتاب بعد وفاته (!).
وجاء في كتاب الأم (٢/ ٩٣) ما نصه: «أخبرنا الربيع بن سليمان المرادي بمصر سنة سبع ومائتين، قال: أخبرنا الشافعي»
المقدمة / 32