فأول ذلك: شرف نسبه ومنصبه، وأنه من رهط النبي، ﷺ.
ومنها: صحة الدين، وسلامة الاعتقاد من الأهواء والبدع.
ومنها: حفظه لكتاب ربه معرفته به، وجمعه لسنن النبي، ومعرفته بالواجب منها من الندب، ومعرفته بناسخ القرآن من منسوخه، والعام منه والخاص، ثم معرفته بسيرة هدى نبيه، ﷺ، وأئمة الهدى بعده، ومغازي رسول الله أو خلفائه، وتركه تقليد أهل بلده، وإيثاره ما دل عليه كتاب ربه، وثبت عن نبيه.
ثم ما كشف من تمويه المخالفين، وما أبطل من زخرفهم، بالحق الذي قذف به على باطلهم فيدمغه.
ثم ما بين من الحق الذي سهل - بتوفيق خالقه - معرفته، حتى استطال به من لم يكن يميز بين ظلام وضياء، وألقوا الكتب، وناظروا المخالفين.
ومنها: ما من الله عليه من منطقه الذي طبع عليه، وكان يعترف له بكل من شاهده ويقر بتقصيره عن بلوغ أدنى ما منَّ الله به عليه منه.
ومنها: ما وقاه الله من شح النفس الموجب له الفلاح.
وما علمت أحدا في عصره كان أَمَنَّ على أهل الإسلام منه، لما نشر من الحق، وقمع من الباطل وأظهر من الحجج، وعلّم من الخير».
وقد تكفل كتاب المناقب - هذا - بتفصيل هذه الأوصاف الجليلة
المقدمة / 30