وقول الله تعالى: ?إن الله لايغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء?، إنما أنزل القرآن بلسان عربي مبين، فلو أراد الله أن يغفر لأهل القبلة، أنزل: ?إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك? ولم يستثن لمن يشاء.
وسأبين لمن ضل عن هذه الآية كيف تفسيرها: إن قول الله جل وعلا: ?ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء? الذين يشاء لهم المغفرة [هم] الذين أنزل فيهم: ?إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما?[النساء: 31].
فمن وعد الله من أهل القبلة النار بكبيرة أتاها فإن الله تعالىقال: ?إن الله لا يخلف الميعاد?[الرعد: 31]، وقال تعالى: ?إنه كان وعده مأتيا?[مريم:61]، وقال تعالى: ?ما يبدل القول لدي وما أنا بظلام للعبيد?[ق: 29].
فسلهم عن أصحاب الموجبات هل وعدهم الله تعالى النار عليها أم لا؟ فإن شهدوا أن الله تعالى قد وعدهم النار عليها، فقل: أتشهدون أن الله سبحانه وتعالى سينجز وعده أم في شك أنتم لا تدرون هل ينجز الله وعده أم لا؟
وسلهم عمن شهد الله عليه والملائكة عليهم السلام، فإن الله عز وجل قال: ?لكن الله يشهد بما أنزل إليك أنزله بعلمه والملائكة يشهدون وكفى بالله شهيدا?[النساء: 166] فارضوا بما شهد الله به واشهدوا عليه ولا ترتابوا، فإن الله جل وعلا قال: ?ومن أصدق من الله قيلا?[النساء: 122].
فمن حدثكم حديثا بخلاف القرآن فلا تصدقوه واتهموه، وليكن قول الله عز وجل أشفى لقلوبكم من قولهم: إن أصحاب الموجبات في المشيئة.
पृष्ठ 24