بيان المراد بأهل المشيئة في قوله تعالى:?إن الله لا يغفر أن
يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء?
واحتجوا بقوله تعالى: ?إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء?[النساء: 48].
ثم أنزل من بعدها: ?ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما?[النساء: 93].
فبينت كل آية فيما أنزلت أنها من وعد الله إن الله لا يخلف الميعاد، وهي سديدة وليست لهم بحجة، هي بينة لمن شفاه الله تعالى بالقرآن.
ثم أنزل من بعدها: ?والذين آمنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا وعد الله حقا ومن أصدق من الله قيلا?[النساء: 122].
وقال تعالى: ?ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا?[النساء: 123].
ثم أنزل من بعده: ?ومن يعمل من الصالحات من ذكر أوأنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرا?[النساء: 124] فأبى الله أن يقبل العمل الصالح إلا بالإيمان، ولا يقبل الإيمان إلا بالعمل الصالح.
ثم أنزل تبارك وتعالى: ?ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن?[النساء: 125] فأبى الله تعالى أن يقبل الإسلام إلا بالإحسان، والإحسان إلا بالإسلام. والإيمان والعمل الصالح كالروح في الجسد إذا فرق بينهما هلكا، وإذا اجتمعا عاشا.
पृष्ठ 23