وسلهم عن (داود) صلى الله عليه وسلم حين قال الله تعالى: ?يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب?[ص: 26] .
وقال تعالى لمحمد صلى الله عليه وآله وسلم: ?ولولا فضل الله عليك ورحمته لهمت طائفة منهم أن يضلوك وما يضلون إلا أنفسهم?[النساء: 113] ، فكانت الأنبياء عليهم السلام لو اتبعوا الهوى ضلوا عن سبيل الله تعالى.
ولو أن عربيا أو مولى أو نبطيا ممن يدعي الإسلامي استعمله الأمير فقتل الأنفس، وقضى بغير الحق، واتبع الهوى، قلتم: ما ندري لعل الله يغفر له، إنه من أهل الدعوة!!
أيشهدون على (داود) صلى الله عليه وسلم أنه لو اتبع الهوى ضل عن سبيل الله - ومن ضل عن سبيل الله له عذاب شديد - ولا يشهدون على هؤلاء - الذين استعملهم الأمير فاتبعوا الهوى - أنهم ضلوا؟! كما يشهدون على النبي صلى الله عليه وآله وسلم!! أو يشكون فيما أنزل الله في شأن (داود) عليه السلام أنه لو اتبع الهوى كان يضله عن سبيل الله أم لا؟! فإن أقروا أنهم ليس لهم بتفسيرها علم، شكوا فيما وعد الله أهل معصيته في ستة آلاف ومائتين من القرآن، واستمسكوا بآية ليس لهم بتفسيرها علم، فقالوا فيها ما ليس لهم به علم.
पृष्ठ 22