============================================================
المبحث الأول/ العقيدة الإسلامية بين التنزيه والتجسيم أغطيه؟ ألا هل من داع يدعوني أجيبه؟ حتى تكون صلاة الفجسر، وكذلك يقول الل (وفرمان الفجر إن قرهان الفجركا مشهودا) [الإسراء/278، يشهده الله وملائكة
الليل والنهار"(1).
8- وآنه تعالى عن قولهم، يتكلم كصوت سلسلة الحديد: حيث زعموا: آن ابن مسعود روى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "إذا تكلم الله سمع له صوت كجر السلسلة على الصفوان (2)"(2).
قال عبد الله بن آحمد بن حبل: "قال آبي: وهذا الجهمية تنكره. وقال آبي: هؤلاء كفار يريدون أن يموهوا على الناس، من زعم أن الله لم يتكلم فهو كافر، ألا إنا نروي (1) حديث باطل موضوع، أورده الحافظ الذهبي في "ميزان الاعتدال" (98/2) في ترجمة (زيادة ابن محمد) أحد رواة هذا الحديث الموضوع، وقال عقبه: "فهذه الألفاظ منكرة، ولم يأت بها غير (زيادة)". رواه ابن خزيمة في "التوحيد" (1/ 323) (رقم/46) الذي سماه الإمام الرازي بكتاب "الشرك".
(2) الصفوان: الحجر الأملس.
(3) حديث باطل موضوع، لم يروه بهذا اللفظ أحد من الحفاظ ونص الرواية التي رويث عن ابن مسعود هي: "إذا تكلم الله بالوخي سمع أفل السماء للسماء صلصلة كجر الشلسلة على
الصفا..".
رواه أبو داود في سننه (235/4) (رقم/4738) وغيره، وهي توضح كون الصوت راجعا إلى أهل السماء - أي الملائكة - وليس إلى الله تعالى عن ذلك علوا كبيرا، قال الإمام البيهقي في "الأسماء والصفات" (29/2) وهو يبين ضعف حديث عبد الله بن عقيل المروي في "صحيح البخاري" بصيغة التضعيف: "ولم تثبت صفة الصوت في كلام الله ن أو في حديث صحيح عن النبي غير حديثه [أي حديث ابن عقيل)، وليس بنا ضرورة إلى إثباته. وقد يجوز أن يكون الصوث فيه - إن كان ثابتا - راجعا إلى غيره، كما روينا عن عبد الله بن مسعود موقوفا ومرفوعا: "إذا تكلم الله بالوحي سمع أهل السماء صلصلة كجر السلسلة على الصفا". وفي حديث أبي هريرة عن النبي: "إذا قضى الله الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانا لقوله كأنه سلسلة على صفوان". ففي هذين الحديثين الصحيحين ولالة على أنهم يسمعون عند الوحي صوتا لكن للسماء ولأجنحة الملائكة، تعالى الله عن شبه المخلوقين علوا كبيرا".
पृष्ठ 78