============================================================
المطلب الثاني) التجسيم عند أهل الحديث والغلاة من الشيعة اضافة إلى كون السموات مطويات بيمينه أي بقدرته، والأرض تحت قبضته وسيطرته، يخالف جعلها على الأصابع كما قال الحبر اليهودي!!!
وأما قول بعض الرواة لهذا الحديث: "فضحك النبي تصديقا لقول الحبر"، فهو ظن منه ووفم، قال الحافظ الخطابي: "واليهود مشبهة وفي ما يدعونه منزلا من التوراة ألفاظ تدخل في باب التشبيه وليس القول بها من مذهب المسلمين (...)، وقول من قال من الرواة: "تصديقا لقول الحبر" ظن وحسبان والأمر فيه ضعيف"(1).
5- وأنه تعالى عن قولهم له ركبة: حيث روؤا: عن مجاهد قال: "ايقول داود يوم القيامة: أدنني، فيقال له: ادنه، فيدنو حتى يمس ركبته"(2).
وقد شنع الدارمي على بشر المريسي تأويله لفظ (الركبة) بقوله: "إنها لأحد المخلوقات". فرد عليه الدارمي قائلا: "فلو كان لهذا المعارض من يقطع لسانه كان قد نصحه، ويلك عن آي زنديق تروي هذه التفاسير ولا تسميه؟ وآي درك لداود إذا استغفر الله لذنبه، ولجأ إليه واستعاذ به في أن يدنيه إلى خلق سواه، فيمت ركبته..80(3).
ورووا: عن عكرمة، قال: "إن الله إذا أراد أن يخوف عباده أبدى عن بعضه إلى الأرض، فعند ذلك تزلزل، وإذا أراد أن تدمدم على قؤم تجلى لها"(4).
6- وأن الله تعالى عن قولهم يوصف بالملل والمكر والخداع والضحك:
أجمع العقلاء في هذه الأمة الإسلامية على عدم جواز وصف الله تعالى بالملل والسآمة لأن ذلك نقص في حقه جل جلاله، بينما نجد أتباع أهل الحديث لا مانع لديهم من وصفه بالملل، فقد نقل الشيخ ابن العثيمين (ت/ 1421ه) قول من قال: (إن الله (1) انظر: البيهقي، الأسماء والصفات (2/ 167).
(2) الدارمي، نقض الدارمي على المريسي (2/ 742).
(3) المصدر السابق، (743/2).
(4) رواه عبد الله بن أحمد في "الشنة" (470/2) (رقم/1069).
पृष्ठ 75