============================================================
المطلب الثاني) التجسيم عند أهل الحديث والغلاة من الشيعة من نوره. آما الفصل الآول: فإنه غير ممتنع حمل الخبر على ظاهره في إثبات الذراعين والصدر، إذ ليس في ذلك ما يحيل صفاته ولا يخرجها عما تستحقه...8(1).
وقال عثمان بن سعيد الدارمي (ت/ 280ه)(2) في إثبات اليدين لله تعالى عن ذلك: "وآيي عقوق لآدم آعظم من آن يقول الله: خلقت آباك آدم بيدي دون من سواه من الخلائق. فتقول: لا، ولكن خلقته بإرادتك دون يديك كما خلقت القردة والخنازير (4)(3) والكلاب والخنافس والعقارب (3)"(4).
وقال الإمام ابن تيمية في إثبات صفة الجنب لله: لاوفي القرآن ما يبين آنه هو ليس المراد بالجنب ما هو نظير جنب الإنسان، فإنه قال: أن تقول نفس بحسرق عل ماقرطت فى جنب الله } [الزمر/56]، والتفريط ليس في شيء من صفات الله (...).
وجب الشيء وجانبه، قد يراد به: منتهاه وحده، ويسقى جنب الإنسان جتبا 1
بهذا الاعتبار، قال تعالى: تتجاقى جنويهم عن المضا جع يدهون ربهم خوفا وطلمعا)
4 (السجدة/16]. وقال تعالى: الذين يذكرون الله قيكما وقمودا وعلى جنوبهم} [آل عمران/ 191]. وقال النبى لعمران بن حصين: "صل قائما فإن لم تشتطغ فقاعدا، فإن لم تستطغ فعلى جنب"(2). وإذا قدر أن الإضافة هنا تتضمن صفة الله(1)، كان الكلام (1) أبو يعلى، إيطال التأويلات لأخبار الصفات (ص/221) (رقم/214).
(2) هو عثمان بن سعيد بن خالد الدارمي السجستاني، أبو سعيد، المجسم. وهو غير الحافظ المحدث الإمام أبي محمد عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي صاحب "السنن".
(3) هذا وهم وتقول على الله تعالى ما لم يقل، بدليل أن الأنعام من خيل وإبل وحمير وبقر وبغال وغيرها مخلوقة بيد الله تعالى أيضا - أي بقدرة الله تعالى - كما في قوله تعالى: أولزيروا أنا خلقنا لهم مماعملت أيدينا أنعكمافهم لهامللكون}، فأين هذا العقوق لسيدنا آدم كما اتهم عثمان الدارمي من أول الآية؟!!!
(4) عثمان الدارمي، نقض أبي سعيد عثمان بن سعيد على المريسي العنيد(260/1).
5) رواء البخاري في صحيحه (48/2) (رقم/1117)، وأبوداود في سنته (250/1) (رقم/952)، والترمذي في سننه (208/2) (رقم/ 372)، وابن ماجه في سننه (386/1) (رقم/1223).
(2) أي صفة الجنب لله تعالى عن ذلك.
पृष्ठ 73