============================================================
المبحث الأول/ العقيدة الإسلامية بين التنزيه والتجسيم يدل من كلامه على إثبات الحديث وحمله على ظاهره وتأويل الآية"(1).
والعجيب الغريب من القاضي أبي يعلى الحنبلي المجتم كيف منع التأويل في هذا الحديث الباطل، وأجازه في الآية المحكمة الدالة دلالة قطعية على بطلانه ليكون مضمونها موافقا لهذه الرواية الباطلة المكذوبة!!
علما أن المجسمة يحاربون التأويل في الآيات التي ظنوا أنها تفيد التجسيم ويعتبرونه الحادا وكفرا وتعطيلا، فما بالهم يفرون هنالك مما لجأوا إليه هنا(2؟!!!
. وفي رواية أخرى: "رأيت ريي في حلة خضراء في صورة شاب عليه تالج يلمع منه البصر"(3).
وفي رواية أخرى: عن عبد الله بن أبي سلمة، قال: بعث عبد الله بن عمر إلى عبد الله ابن عباس يساله: لاهل رآى محمد ربه؟"(4). فبعث إليه: "آن نعم، قذ رآه". فرة رسوله إليه وقال: لاكيف رآه؟" فقال: "رآه على كرسي من ذهب تحمله أربعة من الملائكة: ملك في صورة رجل، وملك في صورة أسد، وملك في صورة ثور، وملك في صورة نسر في روضة خضراء دونه فراش من ذهب"(5).
(1) أبو يعلى، إيطال التاويلات لأخبار الصفات (ص/ 148 - 149) (رقم/151).
(2) وهذا دأب المجسمة، فإنهم يؤولون الآيات التي تفيد التنزية وترد معتقدهم بوجود الله على العرش (3) أبو يعلى، إيطال التأويلات لأخبار الصفات (ص/135) (رقم/123).
(4) لم يصح عن أحد من الصحابة أنه قال برؤية سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ربه ليلة المعراج؛ بل الإجماع عندهم أنه: لم ير النبي صلى الله عليه وآله وسلم ربه تعالى على الإطلاق.
وقد نقل هذا الإجماع الصحيح الإمام ابن القيم في "اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجهمية" (ص/13).
5) حديث موضوع مكذوب على ابن عمر وابن عباس، أورده الحافظ ابن الجوزي في "العلل المتناهية في الأحاديث الواهية" (24/1) وقال عقبه: "اهذا حديث لا يصح، تفرد به (محمد اين إشحاق) وقد كذبه مالك وهشام بن غروة". رواه ابن خزيمة في كتاب "التوحيد" (483/2) الذي سماه الإمام الرازي في تفسيره (27/ 582) بكتاب "الشرك"، والآجري في "الشريعة" (1543/3) (رقم/1034)، وعبد الله بن أحمد بن حنبل في "الشنةه (175/1) (رقم/217) .
पृष्ठ 70