============================================================
المبحث الأول/ العقيدة الإسلامية بين التنزيه والتجسيم لا تشبه صفات المخلوقين، ولا يمثل، ولا يعطل، ولا يرد، ولا يجحد، ولا يؤول بتأويل يخالف ظاهره"(1).
وقد وقعت هذه المجموعة في هذا الاشكال الواضح بسبب فشلها في التعامل مع التصوص الشرعية المتشابهة، فإن إجراءها على ظواهرها أدى بهذه المدرسة إلى اعتناق عقيدة التجسيم في حق الله تعالى عن ذلك، وهذا التعامل الظاهري للنصوص الشرعية، جعلهم يتخيلون الله تعالى عن قولهم على الشكل الآتي: - أن الله تعالى عن قولهم له صورة كصورة سيدنا آدم، ستون ذراعا طولا في سبعة أذرع عرضا: ويكفي في إثبات ما ادعوه وزعموه كتاب "عقيدة أهل الإيمان في خلق آدم على صورة الرحمن" للشيخ حمود التويجري (ت/1413ه)(2)، استند على الروايات التالفة والموضوعة لإثبات أن سيدنا آدم على صورة الله تعالى عن ذلك، اضافة إلى استشهاده بنصوص التوراة المحرفة لإثبات ما يريد، فقال: "فهذا المعنى عند أهل الكتاب من الكتب المأثورة عن الأنبياء كالتوراة، فإن في السفر الأول منها: (سنخلق بشرا على صورتنا يشبهها). وقد قدمنا آنه يجوز الاستشهاد بما عند الكتاب اذا وافق ما يؤثر عن نبينا(3) بخلاف مالم نعلمه إلا من جهتهم، فإن هذا لا نصدقهم فيه ولا نكذبهم"(4).
2 - وأنه تعالى عن قولهم على صورة شاب أمرد ذو شعر قطط، يلبس لباسا أحمر وأخضر: فقد رووا من طريق عكرمة، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله: "رأيت رئي شابا أمرد جعدا قططا عليه حلة حمراء"(5).
وفي رواية أخرى: "رأيث رئي في صورة شاب أشرد له وفرة، جعد قطط عليه حلة (1) محمد صديق حسن خان القنوجي، قطف الثمر في بيان عقيدة أهل الأثر (ص/65 - 18).
(2) هو الشيخ حمود بن عبد الله بن حمود بن عبد الرحمن التويجري أحد مشايخ المدرسة السلفية الحديثة، توفي في الرياض سنة (1413ه).
(3) كيف يستشهد بالتوراة التي شهد الله ورسوله على تحريفها وتكذيبها من قبل أحبار اليهود؟!!
(4) حمود التويجري، عقيدة أهل الإيمان في خلق آدم على صورة الرحمن (ص/76).
(5) ابن أبي يعلى، طبقات الحنابلة (46/2).
पृष्ठ 68