============================================================
المطلب الثاني) التجسيم عند أهل الحديث والغلاة من الشيعة صورة ووجها وأئد وأصابع وجنبا وساقا وكل ذلك لا كصورنا وأيدينا وأصابعنا وجنوبنا وسيقاننا، وأنه ينزل ويصعد ويتحرك ويفرح ويحزن ويضحك ويمل، وأن العرش ليئط من تحته كأطيط الرحل الجديد، كل هذا التجسيم والتشبيه مقيد بقولهم: يليق بجلاله!!
والتحقيق أنه لايوجد فرق بين هاتين المدرستين، وهما بالحقيقة والمضمون مدرسة واحدة، إلا أن الأولى كشفت عن قناعها وعبرث عن معتقداتها دون تمويه، والثانية قد تغطت بكساء التمويه لتخفي قبح عقيدتها وشينه.
قال الإمام ابن تيمية (ت/728ه) ملخصا هذا المنهج في التعامل مع النصوص الشرعية المتشابهة التي يوهم ظاهرها التجسيم عند المجسمة: "فمذهب السلف (1) رضوان الله عليهم : إثبات الصفات واجراؤها على ظاهرها"(2).
وييين الشيخ محمد صديق حسن خان القنوجي (ت/ 1307ه) في كتابه "قطف الثمر في بيان عقيدة أهل الأثر" هذه القاعدة، بقوله: لاومن صفاته سبحانه: اليد، واليمين، والكف، والإصبع، والشمال، والقدم والرجل، والوجه، والنفس، والعين، والنزول، والاتيان، والمجيء، والكلام، والقول، والساق، والحقو(2، والجنب، والفوق، والاستواء والقوة والقرب، والبعد، والضحك، والتعجب، والحب، والكره والمقت، والرضا، والغضب، والسخط، والعلم، والحياة، والقدرة، والارادة، والمشيئة، والفوق، والمعية، والفرح، إلى غير ذلك مما تطق به الكتاب والسنة. فأدلة ذلك مذكورة فيها، فكل هذه الصفات، تساق مساقا واحذا، ويجب الإيمان بها على أنها صفات حقيقية(4)، (1) لايوجدشيء اسمه مذهب السلف، لأن السلف أنفسهم منذعصر الصحابة ومن جاء بعدهم اختلفوا فيما بينهم في الأصول والفروع، فأي منهم أحق بالاتباع من الآخر؟!! ومن أراد أن يطلع على نماذج من اختلافات الصحابة ومن جاء بعدهم، فليراجع كتاب "الفرق بين الفرق" (ص/14-11).
(2) ابن تيمية، مجموع الفتاوى (6/4).
(3) الحقو في اللغة: معقد الإزار وموضعه. انظر : ابن الأثير، التهاية في غريب الحديث والأثر .(417/1 (4) وهذا هو التجسيم الصريح، ولا تنفع هذه القيود التي يذكرها عقب عبارته هذه لأنها لا تنفي عن الله أصل التجسيم، وإنما ثثبت جسما له أعضاء وجوارح لله ولكن ليس كأجسامنا وجوار حنا!!
पृष्ठ 67