============================================================
المطلب الثاني) التجسيم عند أهل الحديث والغلاة من الشيعة المجموعة الأولى: تقول بالتجسيم والتشبيه وتصرح بذلك تصريحا واضحا لا لبس فيه، وقد ذكرهم الإمام الشهرستاني في كتابه "الملل والنحل"، فقال: "المشبهة: (.) جماعة من الشيعة الغالية، وجماعة من أهل الحديث الحشوية صرحوا بالتشبيه؛ مثل: الهشامين(1) من الشيعة، ومثل مضر وكهمس(2) وأحمد الهجيمي(2) وغيرهم من الحشوية، قالوا: إن معبودهم على صورة ذات أعضاء وأبعاض إما روحانية وإما جشمانية، ويجوز عليه الانتقال والنزول والصعود والاستقرار والتمكن (.0.). وأما ما ورد في التنزيل من الاستواء والوجه واليدين والجنب والمجيء والإتيان والفوقية وغير ذلك فأجروها على ظاهرها، وزادوا في الأخبار أكاذيب وضعوها ونسبوها إلى النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم واكثرها مقتبش من اليهود فإن التشبيه فيهم طباع(4)، حتى قالوا: وإن العرش ليئط من تحته كأطيط الرخل الجديد، وإنه ليفضل من كل جنب أربعة اصابع"(5).
ويطلق علماء الفرق (الهشاميين) أو (الهشامية) من الشيعة على فرقتين: الأولى تنسب إلى (هشام بن الحكم) والثانية تنسب إلى (هشام بن سالم الجواليقي)؛ وقد تبرا أئمة أهل البيت من أقوالهما ومعتقداتهما، وهذه بعض من أقوالهم: روى الشيخ الصدوق في "التوحيد": باب أنه ليس بجسم ولا صورة: (1) أي أتباع (هشام بن الحكم) و(هشام بن سالم الجواليقي)؛ وقد تبرأ أئمة أهل البيت منهم كما سيأتي عقب كلام الإمام الشهرستاني رحمه الله تعالى.
(2) (مضر) هو رجل يسب للمشبهة الحشوية، و( كهم) هو أبو العثمان كهمس بن المنهال البصري اللؤلؤي، من أئمة المشبهة الحشوية. ولم يعثر على زيادة معلومات حولهما.
(3) هو أحمد الهجيمي أو النجمي، من المشبهة الحشوية كانت له اباطيل وخرافات.
(4) وفي ذلك قال الإمام الفخر الرازي في "اعتقادات فرق المسلمين والمشركين" (ص/23): "اعلم، أن اليهود أكثرهم مشبهة، وكان بدء ظهور التشبيه في الإسلام من الروافض (...)، ثم تهافت في ذلك المحدثون ممن لم يكن لهم نصيب من علم المعقولات" .
(5) الشهرستاني، الملل والنحل (ص/76- 77).
पृष्ठ 65