============================================================
المبحث الأول/ العقيدة الإسلامية بين التنزيه والتجسيم للعرش والكرسي مؤضع قدميه. قلت: المماسة إنما تقع بين جشمين، وما أبقى هذا في التجسيم بقية [8(1).
وقال الإمام ابن الجوزي أيضا في "أخبار الصفات": "وليس بجسم لأن الجسم ما يتألف من جؤهرين، ولو كان جشما لجاز عليه ما يجوز على الأجسام من الحركة والسكون المحدثين، وما لا ينفك عن المخدث [فهو مخدث]). وقد زاغ قوم من المسلمين، فقالوا: جسم لا كالأجسام، وقال بعضهم: صورة لحم ودم، ومنهم من قال: هو جسم، ومنهم من قال: جسم على هيئة السبيكة. وقال بعضهم: هيئة البلورة الصافية المستديرة، ومنهم من قال: هو جسم فضاء والأجسام كلها فيه فلولا أن بعض العلماء ذكر هذه المذاهب ما كان ينبغي أن تذكر، فإن أصحابنا(2) خرجوا بأقوالهم عن الإنسانية(2) والعقل(2) (...)"(5).
ثم قال: "فصل: والحق سبحانه ليس بجوهر لأن الجواهر تتماثل وتتحيز، ويجوز عليها التغير، وتقبل التركيب والأعراض(2)؛ وهذا دليل على حدثها والخالق منزه عن ذلك، إذله صفة القدم، وما ثبت للقديم لم يجز لغيره"(1).
656 (1) ابن الجوزي، دفع شبه التشبيه بأكف التنزيه (ص /129 - 231).
(2) أي مجسمة الحنابلة (3) لأنهم أهملوا عقولهم واعتمدوا على الحس والمادة في تصورهم عن رب العالمين !11 (4) لذلك نراهم يردون الدليل العقلي ويهملونه، ويتهمون أهل السنة من الأشاعرة والماتريدية الذين يستدلون بالعقل في المسائل العقدية أتهم ينتهجون نهج الفلاسفة والمعتزلة والجهمية وسائر المبتدعة!1 (5) ابن الجوزي، أخبار الصفات (ص/4 - 5).
(6) العرض: ما لا يكون له ثبات، ومنه استعار المتكلمون (العرض) لما لا ثبات له إلا بالجوهر والجسم كاللون، والطعم، والرائحة، والحرارة، واليبوسة، والليونة...
(7) ابن الجوزي، أخبار الصفات (ص/4 - 5).
पृष्ठ 62