============================================================
المبحث الأول/ العقيدة الإسلامية بين التنزيه والتجسيم الجسمية عنه تعالى بنفي لوازمها من الحيز والمكان والجهة وقبول الانقسام والصورة، وهذه آقوال ثلاثة منهم على اختلاف مشاربهم: 1- قال إمام الظاهرية ابن حزم الأندلسي في كتابه "الفصل في الملل والأهواء والتحل" عند الكلام في التوحيد ونفي التجسيم: "ذهب طائفة إلى القؤل بآن الله تعالى 9 جشم. وحجتهم في ذلك: آنه لا يقوم في المعقول إلا جسم أو عرض، فلما بطل آن يكون تعالى عرضا ثبت أنه جشم، وقالوا: إن الفعل لا يصخ إلا من جشم والباري تعالى
فاعل، فوجب أنه جسم. واحتجوا بايات من القرآن فيها ذكر اليد واليدين والأيدي
والعين والوجه والجنب، وبقوله تعالى: وجاء ربك} [الفجر/ 22]، و{ يأتيهم الله فى ظلل من الغماو والملكيكة [البقرة/210]، وتجليه تعالى، وبأحاديث للجبل، فيها ذكر القدم واليمين والرحجل والأصابع والتنزل.
2 در قال آبو محمد(1): ولجميع هذه النصوص وجوه ظاهرة بينة خارجة على خلاف ما
ظنوه وتاولوه.
قال أبو محمد: وهذان الاستدلالان فاسدان، آما قؤلهم: أنه لا يقوم في المعقول إلا جسم أو عرض، فإنها قسمة ناقصة، وإنما الصواب: آنه لا يوجد في العالم إلا جشم آو عرض وكلاهما يقتضي بطبيعته وجود محدث له ، فبالضرورة نعلم أنه لو كان محدثها جشما أو عرضا لكان يقتضي فاعلا فعله ولا بد، فوجب بالضرورة أن فاعل الجشم والعرض لئس جشما ولا عرضا، وهذا برهان يضطر إليه كل ذي ح بضرورة العقل ولابد.
وائضا، فلو كان الباري - تعالى عن إلحادهم - جشما لاقتضى ذلك ضرورة أن يكون له زمان ومكان هما غيرة، وهذا إبطال التؤحيد وإيجاب الشرك معه تعالى لشيئين سواه، وإيجاب آشياء معه غير مخلوقة وهذا كفر. وقد تقدم إفسادنا لهذا القؤل.
(1) أي ابن حزم.
पृष्ठ 58