============================================================
المطلب الأول تنزيه الله عن الجسمية ولوازمها لا بالمسافة لأنه منزه عن المكان والمساحة والزمان(1). وقال البدر بن الصاحب في "تذكرته": في الحديث إشارة إلى نفي الجهة عن الله تعالى وآن العبد في انخفاضه غاية الانخفاض يكون أقرب إلى الله تعالى"(2).
الحديث الرابع: عن أنس بن مالك ل، أن النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم قال: "إن و2 أحدكثم إذا قام في صلاته فإنه يناجي ربه أو إن ربه بينه وبين القبلة"(3).
قال الحافظ ابن حجر العسقلاني عند شرحه لهذا الحديث في "افتح الباري شرح حيح بخاري": "وفيه الرد على من زعم آنه على العرش بذاته"(4).
الحديث الخامس: عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم قال: "ما
يتبغي لعبد أن يقول: إني خير من يونس بن متى"(5).
فهم بعض علماء الحديث والتفسير: أن هذا الحديث يفيد تنريه الله عن الجهة والمكان، إذ إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أفضل الأنبياء على الإطلاق، ولكنه أراد التنبيه إلى التنزيه لئلا يعتقد أنه عليه الصلاة والسلام كان قريبا من الله في رحلة المعراج من يونس حين التقمه الحوت في قعر البحر، لآن نسبة الجهات إلى الله تعالى واحدة (1) أبو العباس القرطبي، المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (19/2).
(2) السيوطي، شرح السيوطي لسنن النسائي (226/2).
(3) رواه البخاري في صحيحه (90/1) (رقم/405)، وأحمد بن حنبل في مسنده (188/3) (رقم/12982)، والدارمي في سننه (2/ 876) (رقم/1436)، والبيهقي في " السنن الكبرى" (414/2) (رقم/3594).
(4) العسقلاني، فتح الباري شرح صحيح يخاري (508/1).
(5) رواه البخاري في صحيحه (153/4) (رقم/3395)، ومسلم في صحيحه (1846/4) (رقم/2377)، وابن أبي شيبة في مصنفه (2/ 337) (رقم /31864)، وأحمد في مسنده (242/1) (رقم/2167)، وأبو داود في سننه (217/4) (رقم/4669)، والترمذي في سننه (345/1) (رقم/183)، والدارمي في سننه (1805/3) (رقم/2788)، وابن حبان في صحيحه (134/14) (رقم/6241)، والطبراني في الكبير (84/11) (رقم /11122) وغيرهم.
पृष्ठ 55