============================================================
المطلب الأول / تنزيه الله عن الجسمية ولوازمها ومعناه: إن الله تعالى لم يزل موجودا في الأزل ليس معه غيرة من الخلق لا مكان ولا جهة ولا حيز ولا غير ذلك، ولو كان الله تعالى له حيز وجهة لكان هذا الحيز شيئا موجودا معه في الأزل وذلك على نقيض هذا الحديث (1).
قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في شرح هذا الحديث: "قوله: "كان الله ولم يكن شيء غيرة"، في الرواية الآتية في التوحيد: "ولم يكن شيء قبله". وفي رواية غير 9و البخاري: "ولم يكن شئء معه". والقصة متحدة، فاقتضى ذلك آن الرواية وقعت بالمعنى، ولعل راويها آخذها من قوله في دعائه في صلاة الليل - كما تقدم من حديث ابن عباس -: "أنت الأول فليس قبلك شي4" لكن رواية الباب أصرح في العدم، وفيه دلالة على أنه لم يكن شيء غيره لا الماء ولا العرش ولا غيرهما، لأن كل ذلك غير الله تعالى ويكون قبله. "وكان عرشه على الماء" معناه آنه خلق الماء سابقا ثم خلق العرش على الماء(...)، والمراد ب "كان" في الأول الأزلية، وفي الثاني الحدوث بعد العدم"(2).
الحديث الثاني: عن أبي هرئرة ، قال : جاءت فاطمة إلى التبي صلى الله عليه [وآله]
وسلم تشأله خادما، فقال لها: قولي: "اللهم رب السموات السبع ورب العرش العظيم، ربنا ورب كل شييء منزل التوراة والإنجيل والقزآن، فالق الحب والنوى، أعوذ بك من شر كل شييء أنت آخذ بناصيته، أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فؤقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء، اقض عني الدين (رقم/19889)، وابن حبان في صحيحه (7/14) (رقم/6140)، والطبراني في الكبير (204/18) (رقم/498)، والووياني في مسنده (135/1) (رقم/140)، وأبو تعيم في "احلية الأولياء"(259/8)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/9) (رقم/17702)، وابن أبي عاصم في "الأوائل" (ص/102) (رقم/156)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (299/14) (رقم/5629).
(1) الرازي، أساس التقديس في علم الكلام (ص/34).
(2) العسقلاني، فتح الباري شرح صحيح البخاري (289/6).
पृष्ठ 53